للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوليد بن عبد الملك: هو الذي بنى مسجد المدينة، ومسجد مكة، ومسجد دمشق (١)، والمسجد الأقصى، وقبة الصخرة، وأنفق على مسجد دمشق أحد عشر ألف مثقال ونيفا، وقيل: أنفق عليه خراج الدنيا ثلاث دفعات، وهو أول من نقل إلى مكة أساطين الرخام، مدة خلافته عشرين سنة وتسعة أشهر، توفي بدير مران (٢)، وحمل إلى دمشق فدفن في مقبرة الفراديس (٣)، وكان مسجد دمشق للصابئين/ثم صار لليونانيين، ثم صار لليهود، وفي ذلك الزمان قتل يحيى بن زكريا ونصب رأسه على باب حبرون، وعليه نصب رأس الحسين رضي الله عنه ثم غلبت عليه النصارى، ثم غلب عليه المسلمون (٤).

الفصل الثاني والعشرون

في ذكر ذيادة المهدي

وذلك أنه لما ولي الخلافة آخر ذي الحجة من سنة ثمان وخمسين ومائة (٥)، شرع في بناء المسجد الحرام، ومسجد المدينة المشرفة على ما هما


(١) بنى الوليد بن عبد الملك مسجد دمشق في سنة ٨٨ هـ‍، واستمرت عمارته تسع سنين.
انظر: ابن الجوزي: المنتظم ٦/ ٢٨٥ - ٢٨٧.
(٢) دير مران: بضم أوله، بالقرب من دمشق على تل مشروف على مزارع الزعفران.
انظر: ياقوت: معجم البلدان ٢/ ٥٣٣.
(٣) الفراديس: موضع قرب دمشق، وأهل الشام يسمون الكروم والبساتين الفراديس.
انظر: ياقوت: معجم البلدان ٤/ ٢٤٢.
(٤) كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ١٨٦ - ١٨٧، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٢٠ - ١٢١).
(٥) استخلف المهدي يوم مات المنصور بمكة وقام بأمر البيعة له الربيع بن يونس، وأتاه بالخبر مولاه يوم الثلاثاء لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة ١٥٨ هـ‍. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد ٥/ ٣٩١، ابن الجوزي: المنتظم ٨/ ٢٠٥ - ٢٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>