للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول خلفاء بني العباس (١) - وابنته ريطة التي ينسب إليها باب ريطة (٢) - كانت عنده بردة النبي صلى الله عليه وسلم التي لبسها الخلفاء، والقضيب، والمخضرة، وكان قد دفنهما مروان (٣) لئلا يصل إليهما أحد بعده، فلما قتل مروان أظهرهما خصيا له، فبعثا إلى أبي العباس (٤).

[ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف]

في وسط المسجد المعروف اليوم: بمسجد عبد الله بن عباس، وفي ركن المسجد الكبير منار عال بني في أيام الناصر لدين الله أحمد بن المستضيء، وخلفه تحت المنارة بئر ينزل فيها إلى الماء بدرج قريب الأربعين درجة (٥). نزلتها في سنة أربع وخمسين وسبعمائة.

ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في هذا الجامع بين قبتين صغيرتين، يقال:


(١) فقد بويع السفاح في ربيع الأول سنة ١٣٢ هـ‍، وتوفي في ذي الحجة سنة ١٣٦ هـ‍. انظر: خليفة: تاريخ خليفة ٢/ ٤٣٧، الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ١٠/ ٤٧، الذهبي: سير أعلام ٦/ ٧٧.
(٢) باب ريطة أحد أبواب المسجد النبوي، ويعرف الآن بباب النساء، ودار ريطة المقابلة له كانت دارا لأبي بكر الصديق، توفيت ريطة بنت أبي العباس السفاح في بداية خلافة الرشيد. انظر: المسعودي: مروج الذهب ٢/ ٣٢١، المطري: التعريف ص ٣٩، المراغي: تحقيق النصرة ص ٧٦.
(٣) مروان بن محمد الجعدي، آخر خلفاء بني أمية، قتل في بوصير من أعمال الفيوم في ذي الحجة سنة ١٣٢ هـ‍. انظر: خليفة: تاريخ خليفة ٢/ ٤٢٧، المسعودي: مروج الذهب ٢/ ٢٢٩، ابن الجوزي: المنتظم ٧/ ٣٠١.
(٤) بعد مقتل مروان بن محمد أقبل خادمه ومعه «شارات الخلافة» فقبض على الخادم فوجدوا معه القضيب والبرد ومخصر ومصحف فأخذوها منه وأرسلوها إلى أبي العباس السفاح. انظر: المسعودي: مروج الذهب ٢/ ٢٢٩، ابن العماد: شذرات الذهب ١/ ١٨٤.
(٥) انظر: المطري: التعريف ص ٨٢ - ٨٣، المراغي: تحقيق النصرة ص ١٦٦، السمهودي: وفاء الوفا ص ١٠٣٤ - ١٠٣٥، النهرواني: تاريخ المدينة (ق ١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>