للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

في ذكر مساجد صلى النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالمدينة الشريفة،

ولا يعرف اليوم إلا بعض أماكنها، وهي في قرى الأنصار

[منها: مسجد بني زريق]

من الخزرج، وهو أول مسجد قريء فيه القرآن بالمدينة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه، لما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في العقبة أعطاه ما نزل عليه من القرآن بمكة إلى ليلة العقبة، وذكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم، توضأ فيه ولم يصل، وأعجب من إعتدال قبلته (١).

قال الشيخ جمال الدين (٢): «وقرية بني زريق قبلي سور المدينة المشرفة، وقبلي المصلى، وبعضها كان من داخل السور اليوم بالموضع المعروف بذروان - أو ذي أروان (٣) - التي وضع لبيد بن الأعصم (٤) - وهو من يهود بني زريق -


(١) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٧٥، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢١٤، والسمهودي في وفاء الوفا ص ٨٥٧.
(٢) ورد عند المطري في التعريف ص ٧٥، ونقله عنه: المراغي في تحقيق النصرة ص ١٤٤، وابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢١٤، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٦٨).
(٣) ذروان: بفتح الذال المعجمة وسكون الراء عند رواة البخاري كافة، وذروان بئر بني زريق.
انظر: السمهودي: وفاء الوفا ص ١١٣٥، ووقع في رواية هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن لبيد بن الأعصم وضع السحر في مشط في ذي أروان. انظر: ابن سعد: الطبقات ٢/ ١٩٦.
وقال الحافظ ابن حجر: «ويجمع بين رواية ذروان وذي أروان بأن الأصل ذي أروان، ثم سهلت الهمزة لكثرة الاستعمال، فصار ذروان، ويؤيد أن أبا عبيد البكري صوب أن اسم البئر أروان، وأن الذي قال ذروان أخطأ، وقد ظهر أنه ليس بخطأ، ووقع في رواية كما قال البكري بئر أروان بإسقاط ذي. قلت: فمن قال ذروان فقد تصرف في أصل الكلمة، ولذلك قال عياض عن الأصمعي: وبعضهم يخطيء فيقول بئر ذروان، والذي صححه ابن قتيبة ذو أروان بالتحريك». انظر: ابن حجر: فتح الباري ١٠/ ٢٢٩ - ٢٣٠، السمهودي: وفاء الوفا ص ١١٣٥ - ١١٣٦.
(٤) لبيد بن الأعصم، من يهود بني زريق حليف لهم، وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ساحرا عالما بالسموم. -

<<  <  ج: ص:  >  >>