للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

[الحمد لله] (١) الذي عمر بجود لطفه الوجود، وأبرز بقدرته الأشياء من عدم إلى الوجود، ورتب البسيطة بإتقان مصنوعاته، وحد الحدود، تسبحه الكائنات ومن فيها قياما وقعودا وركعا وسجودا (٢)، فهو العليم القادر الفرد المتعال المعبود. شرف طيبة بحلول المصطفى، ففاقت الوجود، شرقا وغربا ببذل الفضل والجود، فصارت شبه عقد در منظوم (٣) منضود، معدن الذهب الإبريز، والدر المنقود (٤). أحمده فله الحمد من إله وهاب لطيف ودود، وأسأله التوفيق فهو المقصود والموجود، وأصلي على رسوله المجتبى محمد صلى الله عليه وسلم، أفديه من سيد ومسود صاحب الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه والتابعين وتابعيهم بإحسان وجود، صلاة دائمة ما دامت قائمة بالحق أحزاب الجنود (٥) وبعد:

فقد أعز الله المدينة الشريفة وأعلاها فأعلاها بحلول رسوله المكين، وأشادها على قواعد الإيمان وأولاها ببراهين شدة التمكين، وخصها بمحمد صلى الله عليه وسلم، وجلاها بحلول ملائكته المقربين، جبريل - وهو المكثر مأتاها - وغيره من أملك الله القوي المتين. علت فضائلها على ما سواها ببركة سيد المرسلين، وفاقت تربتها أقاليم الأرض ورباها والقدس والبلد الأمين بلا منازع وبحجج لست أراها وهذا نص المتقدمين، رزقنا الله حبها وحب حماها والسكنى فيها،


(١) سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(٢) في الأصل «قعود وركع وسجود» وما أثبتناه من (ط).
(٣) في الأصل «منضوم» وما أثبتناه من (ط).
(٤) المنقود أي المختبر حتى نتثبت سلامته من الغش.
(٥) كذا ورد ورسم العبارة بالمخطوط.

<<  <  ج: ص:  >  >>