للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يثرب». فلما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا المقام لأصحابه هاجر من هاجر منهم قبل المدينة، ورجع عامة من كان هاجر بأرض الحبشة إلى المدينة (١).

وكان أول من هاجر إلى أرض الحبشة: حاطب بن عمرو (٢)، وقيل:

عبد الله بن عبد الأسد بن هلال (٣)، وأول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة:

عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه (٤).

وتجهز أبو بكر رضي الله عنه قبل المدينة، فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم:

على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي. فقال له أبو بكر: وهل ترجو ذلك بأبي أنت وأمي؟ قال: نعم، فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليصحبه وعلف راحلتين كانتا عنده الخبط (٥) أربعة أشهر (٦).

قالت عائشة، رضي الله عنها: فبينما نحن يوما جلوس في بيت /أبي بكر في نحر (٧) الظهيرة، قال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، متقنعا - في ساعة لم يكن يأتينا فيها - فقال أبو بكر: فداء له أبي وأمي، والله ما جاء في هذه الساعة إلا لأمر، فجاء رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاستأذن،


(١) كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٣٢٩، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ٥).
(٢) انظر: ابن هشام: السيرة ١/ ٣٢٣، البلاذري: أنساب الأشراف ١/ ٢١٩.
(٣) انظر: ابن سعد: الطبقات ٣/ ٢٣٩، البلاذري: أنساب الأشراف ١/ ٢٠٧.
(٤) انظر: ابن هشام: السيرة ١/ ٣٢٣، ابن عبد البر: الاستيعاب ٣/ ٨٨٠، ابن حجر: الاصابة ٤/ ٤٠ - ٤٢.
(٥) ورق الخبط: هو ورق السّمر، والخبط ما يخبط من ورق الشجر بالعصا فيسقط. انظر: ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٢٣٥، ابن منظور: اللسان مادة «خبط».
(٦) أخرجه البغوي في شرح السنة ١٣/ ٣٥٧ عن عائشة، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٤٥٩ عن عائشة، وذكره محب الطبري في الرياض النضرة ١/ ٨٣.
(٧) نحر الظهيرة: أول الزوال، وهو أشد ما يكون في حرارة النهار. انظر: ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>