للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الشهر، وذلك لعشرين يوما خلت من أيلول سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة للإسكندر.

ونزل على كلثوم بن الهدم بعد أن تلقاه المسلمون بظهر الحرة (١)، وفي هذه الحرة قطعة تسمى أحجار الزيت، سميت به لسواد أحجارها كأنها طليت بالزيت، وهو موضع كان يستسقي فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويقال لها: أحجار البيت، وأحجار الليث وكله خطأ (٢).

قال البراء بن عازب: أول من قدم علينا المدينة من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم: مصعب بن عمير وابن أم مكتوم (٣)، وكانا يقرئان الناس القرآن ثم عمار بن ياسر وبلال ثم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء قط فرحهم برسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى جعل الإماء يقلن: قدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم فما قدم حتى قرأت: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} وسورا من المفصل (٤).


(١) انظر: ابن هشام: السيرة ١/ ٤٩٢، ابن سعد: الطبقات ١/ ٢٣٣، الطبري: تاريخ الرسل ٢/ ٣٨١.
وكلثوم بن الهدم، شيخ من الأنصار أسلم قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ومات قبل غزوة بدر بيسير. انظر: ابن سعد: الطبقات ٣/ ٦٢٣، ابن عبد البر: الاستيعاب ٣/ ١٣٢٧.
(٢) كذا ورد عند النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٣).
وأحجار الزيت: موضع بالمدينة قريب من الزوراء، وهو موضع صلاة الإستسقاء، وأحجار الزيت في بني عبد الأشهل. انظر: ابن شبة: تاريخ المدينة ١/ ٣٠٧، ياقوت: معجم البلدان ١/ ١٠٩، السمهودي: وفاء الوفا ص ١١٢١ - ١١٢٣، واستدرك على المرجاني فقال: «اشتبه على المرجاني أحد الموضعين بالآخر، لأن الإستسقاء إنما كان بالموضع الذي بقرب الزوراء».
(٣) هو: عمرو بن قيس القرشي العامري، استشهد في فتح القادسية. انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب ٣/ ١١٩٨، ابن حجر: الاصابة ٤/ ٦٠٠ - ٦٠٢.
(٤) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة عن البراء برقم (٣٩٢٦) ٤/ ٣١٨، وفي كتاب التفسير عن البراء برقم (٤٩٤١) ٦/ ٩٨، وابن سعد في الطبقات ١/ ٣٢٤ عن البراء، والحاكم في المستدرك ٢/ ٦٢٦ عن البراء، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٥٠٥ عن البراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>