للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مر أبو بكر رضي الله عنه، وبلال مدفون في الحجارة يعذب في الله، فاشتراه بخمس أواقي ذهبا، وقيل: بسبع، وقيل: بتسع، فقالوا لأبي بكر:

لو أبيت إلا وقية لبعناك، فقال: لو أبيتم إلا مائة لاشتريته، ثم أعتقه (١)، فقيل في ذلك:

أبو بكر حبا في الله مالا … وأعتق من ذخائره بلالا

لو أن البحر عائذه بسوء … لما أبقى الإله له بلالا

وقد آسى النبي بكل خير … وأعطاه ما تكسبه بلالا

وبلال هو الذي قتل أمية (٢) بن خلف يوم بدر، وكان ممن يعذب في الله، فقال فيه أبو بكر رضي الله عنه أبياتا منها:

هنيئا زادك الرحمن خيرا … فقد أدركت ثأرك يا بلال (٣)

شهد المشاهد كلها (٤)، وأذّن بلال في حياة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولأبي بكر، ولعمر حين دخل الشام (٥).

توفي بدمشق، وهو ابن بضع وستين سنة، ودفن عند الباب الصغير


(١) انظر: ابن سعد: الطبقات ٣/ ٢٣٢، البلاذري: أنساب الأشراف ١/ ١٨٦، محب الطبري: الرياض النضرة ١/ ١١٦.
(٢) في الأصل «أبي بن خلف» والصواب ما أثبتناه، وكان عبد الرحمن بن عوف أسر أمية بن خلف يوم بدر، فلما رآه بلال قال: رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا، وصاح بأعلى صوته: يا أنصار الله رأس الكفر أمية بن خلف، فأحاطوا به فقتلوه. انظر: ابن هشام: السيرة ١/ ٦٣٢،٧١٣، الطبري: تاريخ الرسل ٢/ ٤٥٢.
(٣) أورد ابن عبد البر في الاستيعاب ١/ ١٨٢ ما قاله أبو بكر من شعر في حق بلال.
(٤) انظر: ابن سعد: الطبقات ٣/ ٢٣٩، ابن عبد البر: الاستيعاب ١/ ١٧٨.
(٥) انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب ١/ ١٨٠ - ١٨١، وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٥/ ٣٣٣ «والأصح والأشهر أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان فيمن خرج إلى الشام للغزو».

<<  <  ج: ص:  >  >>