للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رأيت بمكة خارج باب اليمن المكان المعروف بكديّ (١) - برفع الكاف وتشديد الياء - قبرا عليه حجر مكتوب فيه: هذا قبر مشيع بن يعيش ابن سليمان مولى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قريب من البركة المعروفة ببركة الماجن (٢).

رجعنا إلى المقصود:

قال أهل السير: وأقام علي، رضي الله عنه بمكة بعد ما هاجر النبي، صلى الله عليه وسلم، ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ لحق برسول الله، صلى الله عليه وسلم، فنزل معه على كلثوم بن الهدم، ولم يبق بمكة من المهاجرين إلا من حبسه أهله أو فتنوه (٣).

عن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول الله عز وجل:/ {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً} (٤)، قال: جعل الله مدخل صدق: المدينة، ومخرج صدق: مكة، وسلطانا نصيرا: الأنصار [نزلت] (٥) حين أمر النبي، صلى الله عليه وسلم بالهجرة (٦).

وقيل: أدخلني - يعني غار ثور: مدخل صدق، وأخرجني - يعني


(١) كدي: إنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن. انظر: ياقوت: معجم البلدان ٤/ ٤٤١.
(٢) بركة ماجن: أسفل مكة، ويقال: ماجل - باللام - أبي صلاية. انظر: الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٣٢.
(٣) أخرجه الطبري في تاريخه ٢/ ٣٨٢، وذكره ابن هشام في السيرة ١/ ٤٩٣، كذا ورد عند ابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٣٣٢، والسمهودي في وفاء الوفا ص ٢٤٩.
(٤) سورة الإسراء آية (٨٠).
(٥) سقط من الأصل والإضافة من (ط).
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره ١٥/ ١٤٨ عن زيد بن أسلم من قوله، وذكره القرطبي في الجامع ١٠/ ٣١٣ عن زيد بن أسلم، وابن النجار في الدرة الثمينة ٢/ ٣٣٢ عن زيد بن أسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>