للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأخبار الأمم - أن تبع الأصغر (١)، وهو تبع بن حسان بن تبع، سار إلى يثرب، فنزل في سفح جبل أحد، وذهب إلى اليهود وقتل منهم ثلثمائة وخمسين رجلا حبرا، وأراد خرابها، فقام إليه حبر من اليهود، فقال له: أيها الملك، مثلك لا يقبل على الغضب، ولا يقبل قول الزور، أمرك أعظم من أن يطير بك برق أو تصرع بك لجاج، فإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية، قال: ولم؟ قال: لأنها مهاجر نبي من ولد إسماعيل - عليه السلام - يخرج من هذه البنية - يعني البيت الحرام - فكف تبع، ومضى إلى مكة، ومعه هذا اليهودي ورجل آخر عالم من اليهود، فكسى (٢) البيت الحرام كسوة، ونحر عنده ستة آلاف جزور، وأطعم الناس، وقال:

قد كسونا البيت الذي حرم الله … ملاء معضدا وبرودا

ولم يزل بعد ذلك يحوط المدينة الشريفة، ويعظمها (٣).


(٥) - ملوك العرب والعجم، عاش إلى أيام عبد الملك بن مروان. وضبط اسمه ابن حجر فقال: شري ة بن عبيد … » انظر: ابن الند يم: الفهرست ص ١٣٢، الاصابة ٣/ ٣٨٥.
(١) تبع بن حسان الحميري، أحد ملوك حمير، كانت له مع الأوس والخزرج حروب، وأراد هدم الكعبة فمنعه بعض من ك ان معه من أحبار اليهود، فكساها القصب اليماني، ملك مائة سنة، وسماه ابن هشام والطبري: تبان أسعد أبو كرب.
انظر: ابن هشام: السيرة ١/ ١٩، الطبري: تاريخ الرسل ٢/ ١٠٥، المسعودي: مروج الذهب ١/ ٣٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>