(٢) انظر: الطبري: تاريخ الرسل ١/ ٤٨٧، الماوردي: أعلام النبوة ص ١٨٣ وارتفاع سليمان في كل سنة: جملة إيراد بيت ماله سنويا سواء كان من الخراج أو الزكاة. (٣) كذا ورد عند الماوردي في أعلام النبوة ص ١٨٤. (٤) فتنة سليمان في ملكه، وأنه زال عنه ملكه أربعين يوما مبسوطة في كتب التفسير والتاريخ من باب استيعاب ما ورد في الموضوع من مرويات لا على سبيل صحتها، لأنها لا أصل في الكتاب والسنة لها، بل كل ما روي منها فهو عن بعض سفهاء اليهود الذين دأبوا على انتقاص قدر الأنبياء ونفي العصمة عنهم، والقصة بتمامها في تاريخ الطبري ١/ ٤٨٦ - ٤٨٧، وفي البداية لابن كثير ٢/ ٤٢، وفي تفسيره ٧/ ٥٨، وفي الدر المنثور للسيوطي ٧/ ١٧٨ - ١٧٩ وغاية اليهود من وضع القصة محاولة إرجاع ملك سليمان إلى السحر لا إلى المعجزة، ومن ثم زعموا أن سر ملك سليمان كان في خاتمه، فلما غفل عنه وأخذه رجل من الجن سلب ملكه، وهذا افتراء باطل روي عن سفائهم، ويكذبه ما حكاه المقريزي بالخطط عن عقلائهم أن فرعون فكر في تجريد موسى من العصا - وهي تناظر الخاتم - متوهما أن في ذلك ابطال لما يصدر عن العصا من خوارق، فأرسل إليه فرقة انتحارية وهو نائم مع هارون وبجوارهما العصا، فلما اقتحموا عليهما داره ليلا تعقبتهما العصا فقتلت كل من اجتاز عتبة باب موسى وهارون وتعقبت الفارين فآذتهم. وعلى هذا فمهما غفل سليمان بنوم أو ذهاب لإغتسال عن خاتمه، فخاتمه جماد، والجماد ساكن ميت فشأنه شأن الجماد، ورب العالمين رب سليمان وغيره لا يغفل ولا ينام، وعلى هذا فسر ملك سليمان كان معجزة من الملك الوهاب سبحانه وتعالى. وهذه الروايات رواها الحشوية عن اليهود وقد استبعدها أهل التحقيق لأدلة منها: لو أمكن تشبه الشياطين بصور الأنبياء لتطرق الإحتمال إلى كون جميع الرسل الذين أرسلوا إلى البشر هم الشياطين جاءوهم في صورة رسل الأمر الذي يفضي إلى ابطال جميع الشرائع. -