للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأثل والطلح (١)، فما بلغته قال لي: لج، ففعلت حتى بلغت عرصة السمر والضال، ثم قال: مل إلى ناحية اليمن إلى دوحة الزيتون إلى الدوحتين، وثمّ صخرة عظيمة مربعة منحوتة، فبتنا عندها، فلما أصبحنا قام إلى صخرة مطبقة بأخرى بينهما خلل يسير، فقلع الصخرة، فإذا سرب، فدخلناه وفيه حيات، ثم اقتلع صخرة أخرى ودخلنا في سرب آخر، فإذا بيت عظيم وإذا تنين عظيم قد خرج منه، فدخلنا فإذا أربعة أسرة، ثلاثة عليها ثلاثة رجال والرابع خال، فقال: خذ وقر حمل در وياقوت وذهب ولجين، ثم قال لي: هذا السرير الخالي سرير مضاض أبي وهذا الذي عن يساره عبد المسيح أبوه، وهذا الذي عن يسار عبد المسيح ثعلبة أبوه بن عبد المدّان، وعلى رأس كل واحد لوح مكتوب بالمسند، فأخذت لوحا فقرأته فإذا فيه: أنا ثعلبة بن عبدان (٢) بن جرشم بن عبد ياليل بن جرهم بن قحطان بن هود عليه السلام، عشت خمسمائة سنة، وإذا في الثاني: أنا عبد المسيح بن ثعلبة، عشت مائة سنة وركبت مائة فرس، وافتضضت مائة جارية وقتلت مائة مبارز، وأخذني الموت غضا، وأورثني أرضا، وإذا في الثالث: أنا مضاض بن عبد المسيح عشت ثلثمائة عام، وأخذت مصر وبيت المقدس، وهزمت الروم بالدرب، واللوح الرابع على السرير الخالي فيه: أنا الحارث بن مضاض عشت أربعمائة عام، وجلت في الأرض ثلثمائة عام قال: ثم قال لي: أعطني تلك القارورة من الكوة فشرب نصفها وأطلى بنصفها، ثم شرب قارورة أخرى، ثم صاح فمات، لما تمكن


(١) الأثل: بفتح الهمزة وسكون الثاء، ذات الأثل في بلاد تيم الله بن ثعلبة كانت لهم بها وقعة مع بني أسد. انظر: ياقوت: معجم البلدان ١/ ٩١.
والطلح: بالفتح ثم السكون، شجر أم غيلان له شوك معوج، موضع بين المدينة وبدر.
انظر: ياقوت: معجم البلدان ٤/ ٣٨.
(٢) في الأصل «عبد المدان» وما أثبتناه من (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>