للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعليه شداد مضطجع على ظهره وعليه سبعين حلة على طوله وطوله طول السرير، وذلك الأزج يضيء بنقب عرضه ذراعان وارتفاعه ثلاثة أذرع، وهناك لوح من ذهب مكتوب بالمسند، فأخذ اللوح وأراد قلع شيء من الفصوص فلم يقدر لوثاقتها، ولم يستطيعوا أن يرجعوا من حيث نزلوا، فمشوا في ذلك النقب فخرجوا إلى كهف وقد حفّ بالكهف البحر، مكثوا ثلاثة أيام إلى أن حملتهم مركبا فنجو وأرادوا الرجوع من ذلك النقب فلم يعرفوه، وكان في اللوح:

اعتبر بي أيها المغرور بالعمر المديد … أنا شداد بن عابد صاحب الحصن العميد

وأخو القوة والبأساء والملك الحشيد … دان أهل الأرض لي من خوف وعدى ووعيد

وملكت الشرق والغرب بسلطان شديد … وبفضل الملك والعدة فيه والعويد

فأتى هود وكنا في ضلال قبل هود … فدعانا لو قبلناه إلى الأمر الرشيد

فعصيناه وناديت الأهل من مجيد … فأتتهم صيحة تهوي من الأفق البعيد

فتوفتهم كزرع وسط بيداء حصيد

قيل: إن مرثد حمل أباه مطليا بالصبر والكافور إلى حضرموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>