للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فاتخذ له منبرا مرقاتين» (١).

قوله بدن: أي أسن وضعف، وقد اختلفت الرواية في بدن رووه مخففا بضم الدال من قولهم بدن يبدن بدانة، وبدن بفتح الدال يبدن بدنا، والبدانة والبدن والبدن: السمن والاكتناز، ورووه بفتح الدال وتشديدها من التبدين يعني مسه الكبر وأسن، وهذه الرواية التي يرتضيها أهل العلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يوصف بالسمن والإكتناز، وقد قال عليه السلام: «قد بدنت فلا تبادروني بالركوع والسجود» (٢)، فاختاروا تشديد الدال، ومن خفف صحف (٣). قاله أبو عبيد في غريب الحديث.

وعن/ابن أبي الزناد (٤) «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة إلى جذع في المسجد قائما فقال: إن القيام قد شق عليّ وشكى ضعفا في رجليه، فقال له تميم الداري - وكان من أهل فلسطين - يا رسول الله أنا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع بالشام؟ قال: فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذوو الرأي من أصحابه على اتخاذه، قال العباس بن عبد المطلب إن لي غلاما - يقال له كلاب - أعمل الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فمره يعمل، فأرسل إلى أثلة بالغابة فقطعها، ثم عملها درجتين ومجلسا، ثم جاء بالمنبر فوضعه


(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة باب اتخاذ المنبر عن ابن عمر برقم (١٠٨١) ١/ ٢٨٤، وابن النجار في الدرة ٢/ ٣٦١ وعزاه للبخاري في صحيحه.
(٢) أخرجه ابن سعد في طبقاته ١/ ٤٢٠ عن سعد بن إبراهيم، وابن الأثير في غريب الحديث ١/ ١٠٧.
(٣) المفردات اللغوية للحديث أوردها ابن الأثير في غريب الحديث ١/ ١٠٧، وابن منظور في اللسان مادة «بدن».
(٤) محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، أبو محمد المدني، كان عالما بالفرائض والحديث، سكن بغداد ومات بها في سنة ١٧٤ هـ‍.
انظر: الخطيب: تاريخ بغداد ٢/ ٣٠٥ - ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>