للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوضي الآن» (١).

قلت: ويمكن أن يكون حوضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة في تلك البقعة.

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «منبري على ترعة من ترع الجنة» (٢). وهذا يقوي ما ذكرناه.

قال القاسم بن سلام: في الترعة ثلاثة أقوال: «أحدها: أنها الروضة تكون على المكان المرتفع خاصة، فإذا كانت في المكان المنخفض فهي روضة، والثاني: أنها الباب، والثالث: أنها الدرجة» (٣).

وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمه/ولو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار، أو وجبت له النار» (٤).

قال مالك رحمه الله (٥): «ولا أرى أن يحلف على المنبر على أقل من ربع دينار، وذلك ثلاثة دراهم، وهو الذي يجب فيه القطع، ورئي ابن عمر واضعا يده على مقعد النبي صلى الله عليه وسلم، من المنبر، ثم وضعها على وجهه تبركا بذلك».


(١) أخرجه عن أم سلمة: النسائي في سننه ٢/ ٣٥ - ٣٦، والبيهقي في الدلائل ٢/ ٥٦٤، وابن سعد في طبقاته ١/ ٢٥٣.
(٢) أخرجه عن أنس بن مالك: ابن سعد في طبقاته ١/ ٢٥٠، وابن النجار في الدرة ٢/ ٣٦٢، وذكره القاضي عياض في الشفا ٢/ ٧١.
(٣) قول القاسم بن سلام ورد عند ابن النجار في الدرة ٢/ ٣٦٢، ويذكر الجواليقي في المعرب ص ١٤٠: ترعة الباب: الباب بالسريانية.
(٤) أخرجه عن جابر بن عبد الله: مالك في الموطأ ٢/ ٧٢٧، وأحمد في المسند ٣/ ٣٤٤، وأبو داود في سننه برقم (٣٢٤٦) ٣/ ٢٢٢.
(٥) قول مالك أورده في الموطإ ٢/ ٧٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>