للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوسي، وقيل: الأسلمي، أحد النقباء، وأحد الثلاثة الذين خلفوا (١)، وذلك أنه تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فربط نفسه إلى هذه السارية (٢).

وقيل إنه: لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم بني قريظة بعثوا إليه: أن ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره في أمرنا/فبعثه، فلما رأوه، قاموا إليه يبكون، فرّق لهم، فقالوا له: أننزل على حكم محمد! فقال لهم: نعم وأشار بيده إلى حلقه: أنه الذبح، فقال: والله ما زالت قدماي حتى علمت أني خنت الله ورسوله، ثم ارتبط في المسجد، وعاهد الله أن لا يطأ بني قريظة أبدا، فأنزل الله توبته على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في بيت أم سلمة، وحله [النبي] (٣) صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله فيه: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ} (٤) الآية.

جملة ما روى أبو لبابة خمسة عشر حديثا (٥)، توفي سنة أربعين من الهجرة (٦).


(١) ذكره المطري في التعريف ص ٣٤، والسمهودي في وفاء الوفا ص ٤٤٣، ومصادر ترجمة أبي لبابة في: الاستيعاب لابن عبد البر ٤/ ١٧٤٠، الاصابة لابن حجر ٧/ ٣٥٠.
(٢) اختلف في الحالة التي أوجبت فعل أبي لبابة بنفسه فقال قوم: كان من الذين تخلفوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك.
انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب ٤/ ١٧٤١، السمهودي: وفاء الوفا ص ٤٤٢.
(٣) سقط من الأصل والاضافة من (ط).
(٤) سورة الأنفال آية (٢٧).
والراجح أن أبا لبابة ربط نفسه في سارية المسجد بسبب بني قريظة، لأن ابن هشام لم يذكره في سيرته ٢/ ٥٣١ من بين الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، وأورد الثلاثة المتخلفين وهم: كعب ابن مالك، ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية كما ذكر الطبري في تاريخه ٣/ ١١١.
وقصة أبي لبابة مع حلفائه بني قريظة وموقف الرسول صلى الله عليه وسلم منه، وتوبة الله عليه، وما نزل فيه من القرآن أوردها ابن هشام في السيرة ٢/ ٢٣٦ - ٢٣٨، وابن سعد في الطبقات ٣/ ٤٥٧، والطبري في تاريخه ٢/ ٥٨٤ - ٥٨٥، وابن عبد البر في الاستيعاب ٤/ ١٧٤٠، وابن النجار في الدرة ٢/ ٣٦٧.
(٥) كذا عند ابن الجوزي في تلقيح فهوم ص ٣٦٨.
(٦) كذا عند ابن عبد البر في الاستيعاب ٤/ ١٧٤٠، وابن الجوزي في المنتظم ٥/ ١٦٨، وابن حجر في الاصابة ٧/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>