للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعاع لها» (١) وهكذا يجدها أهل المراقبة إلى هلم جرا، هذا منقول من سلف إلى خلف إلى زماننا هذا، فلو رفعت لما رؤي من تلك العلامات شيء - هذا لفظ‍ ابن أبي جمرة - قال: «ولم يزل أهل الخير والصلاح من الصدر الأول إلى هلم جرّا يعاينونها عيانا، فبطل القول برفعها مرة واحدة، قيل: هي في رمضان مطلقا، وقيل: في العشر الأواسط‍ منه، وقيل: في العشر الأواخر منه، وقيل: أول ليلة منه قاله أبو رزين العقيلي (٢). وقيل: ليلة سبعة عشر منه وهو اختيار الحسن وابن إسحاق وابن الزبير وهي الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر (٣)، وقيل: ليلة تسع عشر (٤)، وقيل: ليلة ثمانية عشر. قاله: الحسن، ومالك بن أنس الفقيه (٥). - لأن مالك بن أنس اثنان:

أحدهما هذا، والثاني كوفي (٦) يروى عن هانيء بن حزام عن عمر بن الخطاب -


(١) أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الصيام باب فضل ليلة القدر عن أبي بن كعب برقم (٢٢٠) ٢/ ٨٢٨، وأبو داود في سننه عن أبي بن كعب برقم (١٣٧٨) ٢/ ٥١، والترمذي في سننه ٣/ ١٦٠ عن أبي بن كعب.
(٢) كذا ورد عند ابن أبي جمرة في بهجة النفوس ١/ ٦٥، والقرطبي في الجامع ٢٠/ ١٣٥، وابن حجر في فتح الباري ٤/ ٢٦٣.
(٣) انظر: ابن هشام: السيرة ١/ ٦٢٦، القرطبي: الجامع ٢٠/ ١٣٥، ابن حجر: فتح الباري ٤/ ٢٦٣.
(٤) انظر: القرطبي: الجامع ٢٠/ ١٣٥، ابن حجر في فتح الباري ٤/ ٢٦٣، ورد الواقدي على رواية من قال أنها كانت صبيحة تسع عشر من رمضان بقوله: «فذكرت ذلك لمحمد بن صالح فقال: هذا أعجب الأشياء ما ظننت أن أحدا من أهل الدنيا شكك في هذا أنها صبيحة سبع عشرة من رمضان يوم الجمعة».
انظر: الطبري: تاريخ الرسل ٢/ ٤١٨ - ٤١٩.
(٥) انظر: ابن حجر: فتح الباري ٤/ ٢٦٣.
(٦) هو: مالك بن أنس الكوفي، روى عن هانيء بن حزام عن عمر رضي الله عنه.
انظر: ابن أبي حاتم: الجرح والتعديل ٨/ ٢٠٤، ابن الجوزي: تلقيح فهوم ص ٦٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>