للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شهور سنة تسع وتسعين وستمائة بتونس (١) /ودفن يوم السبت بعد صلاة الظهر، وقد صلى عليه إمام الجامع الأعظم عبد الملك بن أحمد بن علي القيسي، عرف بالعز عاز، ودفن بالجبل المعروف بالزلاج قبل تونس (٢).

قيل له يوما وأولاده مجتمعون بين يديه ما هذا إلا عش، فقال: ومن بعد ذا العش عش، ومن بعد العش عش، وإني قد أمنت منهم، بيعت حوائجه بعد موته وهي الثياب، والإبريق، والمسبحة بتسعة عشر ألف مثقال، ووضعت في صندوق، ووضعت عند قاضي تونس، فسرقت تلك الليلة، وأرسل إلينا بمكة عمي محمد بن عبد الله - المذكور - كتابا من تونس صورة ما فيه تقرر عندنا من مسعود خادم الشيخ أنه ذكر عن الوالد رحمه الله قال: لقيت رجلا بمكة - شرفها الله تعالى - وأظنه قال أنه جاء من اليمن، فأحسن إليه سيدنا الوالد إحسانا كثيرا، فلما سافر قال مسعود للوالد رحمه: يا سيدي رأيتك عملت مع هذا الرجل عملا ما رأيتك عملته مع أحد، فقال له الوالد رحمه الله:

هذا ابن عمتي نلتقي معه في ثالث جد - أو قال في رابع جد - وما قمت له بحق، وهو من ذرية عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ثم قال رحمه: وقد اجتمعت بجماعة من الشرفاء، وأن سيدي قال لهم: أنا منكم، فقال بعضهم: يا سيدي كيف أنت منا؟ فقال: والدتي شريفة، وهي من ذرية الحسن بن علي رضي الله عنهما، فجمع والحمد لله بين القرب والقرابة، فإنه جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصديق: هو أقرب قربة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال في علي رضي الله عنه: هو أقرب قرابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،


(١) تونس: بالضم ثم السكون، مدينة كبيرة بافريقية على ساحل البحر، وهي قصبة بلاد إفريقية. انظر: ياقوت: معجم البلدان ٢/ ٦٠.
(٢) انظر: ابن الملقن: طبقات الأولياء ص ٤٤١، ابن العماد: شذرات الذهب ٥/ ٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>