للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم وليلة، وهي لك إلى صبيحتها (١)، فلما كان الصبح خرج عمر إلى الصلاة، ودخل أبو لؤلؤة في الناس، في يده خنجر له رأسان نصابه في وسطه، فضرب عمر ست ضربات، إحداهن تحت سرته، وهي التي قتلته، وسقط‍ عمر، وظهر العلج لا يمر على أحد يمينا أو شمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة - وقيل: ستة - فطرح عليه رجل من المسلمين برنسا واحتضنه من خلفه، فنحر العلج نفسه، وأخذ عمر بيد عبد الرحمن بن عوف، فقدمه، فصلى بالناس ب‍: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}، و {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ} وحمل عمر إلى منزله ودخل عليه المهاجرون والأنصار يسلمون عليه، ودخل/في الناس كعب فلما نظر إليه عمر أنشأ يقول:

وأوعدني كعب ثلاثا أعدها … ولا شك أن القول ما قاله كعب

وما بي حذار الموت إني لميت … ولكن حذار الذنب يتبعه الذنب (٢)

طعن يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين، بعد حجته تلك السنة، وقيل: طعنه يوم الإثنين لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وقيل: لثلاث ليال بقين من ذي الحجة، وبقي ثلاثة أيام بعد


(١) قول كعب الأحبار هذا لا أظن صحة إسناده إليه، وفيه من النكارة معرفة أجل عمر، وهذا مما اختص الله بعلمه، فإن الآجال غيب اختص الله بعلمها.
(٢) الخبر والشعر كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٣٥ - ٢٣٦، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٠٥ - ٢٠٧). وانظر: ابن شبة: تاريخ المدينة ٣/ ٨٩٣ - ٨٩٥، الطبري: تاريخ الرسل ٤/ ١٩٠ - ١٩٣، ابن عبد البر: الاستيعاب ٣/ ١١٥٤، ابن الجوزي: المنتظم ٤/ ٣٢٩، محب الدين الطبري: الرياض النضرة ٢/ ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>