للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشيخ عز الدين ابن عبد السلام: «يكون بينه وبين الجدار نحو من ثلاثة أذرع، ويجعل القنديل الكبير على رأسه» (١).

وحكى البيهقي، عن الشافعي رحمه الله قال: حدثنا الثقات من أصحابنا أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم، عن يمين الداخل من البيت اللاصق بالجدار الذي اللحد تحته قبلة البيت، وأن لحده صلى الله عليه وسلم تحت الجدار، واستدبار القبلة هو المستحب عند الشافعية، والحنابلة، ومالك، والذي صححه الحنفية أن يستقبل القبلة عند السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء (٢).

ومن الآداب: أن لا يدنو من القبر، ولا يرفع صوته بالتسليم، ولا يمس القبر بيده، وإذا أردت الصلاة فلا تجعل الحجر وراء ظهرك ولا بين يديك، ولا يقف عند القبر طويلا،/وليقف عند السلام عليه صلى الله عليه وسلم ناظرا إلى الأرض، غاض الطرف في مقام الهيبة والتعظيم والإجلال فارغ القلب من علائق الدنيا، مستحضرا في قلبه جلالة موقفه ومنزلة من هو بحضرته وعلمه صلى الله عليه وسلم بحضوره وقيامه وسلامه (٣).

وكان الناس إذا وقفوا للسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الروضة الشريفة قبل أن يدخل الحجرات في المسجد يستقبلون السارية التي فيها الصندوق الخشب وثم قائم من خشب مجدد، وهي لاصقة بحائط‍ الحجرة الغربي الذي بناه عمر بن عبد العزيز ويستدبرون حول بيت النبي صلى الله عليه وسلم،


(١) قول العز بن عبد السلام ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٥٧، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٤٤).
(٢) قول البيهقي ذكره ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٥٧، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٤٤ - ٢٤٥).
(٣) كذا ورد عند ابن الضياء في تاريخ مكة ص ٢٥٧ - ٢٥٨، النهرواني في تاريخ المدينة (ق ٢٤٥).
(٤) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>