للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثوب عن وجهه، فإذا هو أبيض الوجه فدفنته. وفي رواية فقال: إن والدك كان مسرفا على نفسه، ولكن كان يكثر الصلاة عليّ (١).

وروي أيضا عن محمد بن سعيد بن مطرف الخياط‍ قال: كنت جعلت على نفسي كل ليلة عند النوم عددا معلوما أصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي وقال: هات هذا الفم الذي يكثر الصلاة عليّ أقبله، فكنت استحي أن أقبله في فيه فاستدرت بوجهي فقّبل في خدي، فانتبهت فزعا من فوري وأنبهت صاحبتي، وإذا بالبيت يفوح مسكا، وبقيت رائحة المسك من قبلته في خدي نحو الثمانية أيام.

وحكي عن الشبلي (٢) قال: مات رجل من جيراني، فرأيته في المنام، فسألته عن حاله، فقال: ارتج عليّ عند السؤال، فقلت في نفسي من أين أتى عليّ ألم أمت على الإسلام؟ فنوديت هذه عقوبة اهمالك لسانك، فلما هم بي الملكان جاء رجل جميل الشخص، فذكرني حجتي، فذكرتها، فقلت من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا شخص خلقت بكثرة صلاتك على محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرت أن أنصرك في كل كرب.

ورئي أبو العباس أحمد بن منصور بعد موته في حالة حسنة، فقيل له بما أوتيت هذا؟ قال: بكثرة صلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم.

ورئي الحسن بن رشيق (٣) بعد موته في المنام في حالة/حسنة،


(١) رؤيا عبد الواحد بن زيد لا غبار عليها، لأنها رؤيا منامية! أما خبر سفيان الثوري فلعله رؤيا منامية أيضا، فالحكاية باطلة.
(٢) دلف بن جحدر، أبو بكر الشبلي، كان زاهدا برع في مذهب مالك، مات ببغداد في سنة ٣٣٤ هـ‍. انظر: الخطيب: تاريخ بغداد ١٤/ ٣٨٩، ابن الجوزي: المنتظم ١٤/ ٥٠، ابن العماد: شذرات الذهب ١١/ ٢١٥.
(٣) الحسن بن رشيق، أبو علي القيرواني، أحد الأفاضل البلغاء، مات في سنة ٤٥٦ هـ‍. انظر: ابن العماد: شذرات الذهب ٣/ ٢٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>