للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعيص. فيعقوب هو إسرائيل، أبو الأسباط، وهو بالعربي: صفوة الله، وعيص هو الأصفر، سمي به لأن النيروز كان عندهم عيدا، فحلّته جدته سارة بالذهب في ذلك اليوم، وأدخلته على أخوته فقيل له: الأصفر لصفرة الذهب، وقيل: إنه كان أسمر إلى الصفرة موجود في ذريته إلى اليوم (١).

وفي زمن يعقوب بعث أيوب بن موص، وكان صهر يعقوب، لأن زوجة يعقوب بنت ليا بن أيوب عليه السلام (٢)، وهي التي ضربها بالضغث (٣)، وكان أيوب ممن آمن بالخليل يوم أحرق (٤).

وكانت نبوة يعقوب ومن بعده من ولده مقصورة على أنفسهم حين دعا موسى إلى نبوته بني إسرائيل. وأما العرب: فمن ولد إسماعيل، وسموا عربا لأن ولد إسماعيل نشأوا من عربة (٥)، وعربة من تهامة فنسبوا إليها.

وقال قتادة (٦): الأرض عشرون ألف فرسخ، إثنا عشر ألف عمران والباقي خراب. وقيل: المعمور منها أربعة وعشرون ألف فرسخ اثنا عشر ألف للسند والهند، وثمانية آلاف ليأجوج ومأجوج وثلاثة آلاف للروم والعجم


(١) أخرجه الطبري في تاريخه ١/ ٣١٧، وذكره المسعودي في مروج الذهب ١/ ٣٦ - ٤٠، وابن كثير في البداية والنهاية ١/ ١٦٣، والماوردي في أعلام النبوة ص ٤٨.
(٢) لعل الصواب «لأن يعقوب زوج أيوب من ابنته ليا»، لأن هذه العبارة جاءت صريحة في المنتظم لابن الجوزي ١/ ٣٢٠ فقد حكى عن وهب بن منبه قال: كان أيوب في زمن يعقوب، وراجع ابن كثير في البداية والنهاية ١/ ٢٢١.
(٣) الضغث حزمة فيها مائة عود لتكون الضربة بمنزلة مائة سوط، وقيل عثكالا فيه مائة شمراخ. انظر: السيوطي: الدر المنثور ٧/ ١٩٤ - ١٩٦.
(٤) انظر: الطبري: تاريخ الرسل ١/ ٣٢٢.
(٥) عربة بالتحريك، اسم لبلاد العرب.
انظر: ياقوت: معجم البلدان ٤/ ٩٦.
(٦) هو قتادة بن دعامة أبو الفضل السدوسي، كان محدثا ثقة (ت ١١٧ هـ‍).
انظر: ابن قتيبة: المعارف ص ٤٦٢، ابن الجوزي: صفة الصفوة ٣/ ٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>