للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا سجد أصابني بعض ثوبه.

فتأمل -يرحمك الله- هذا الحديث وما قبله، يتبين حرصه -صلى الله عليه وسلم- على محاربة الوسواس، فيصلي، وثوبه على زوجه الحائض، ويقرأ في حجرها، ويُخْرِج رأسه -صلى الله عليه وسلم- من معتكفه لزوجه الحائض لترجله، ثم انظر إلى وافر عطفه، وعظيم حنوه، وكريم سجاياه وتربيته لأهل بيته على العبادات، فقربه من زوجه في حال قراءته وصلاته، وإشراكه لها في تمشيط شعره أثناء اعتكافه، يعطيك حرصه على التربية بالقدوة، فهلا يا معشر الرجال من مشمر؛ فإن لكم في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة.

٤ - وبلغ من تواضعه -صلى الله عليه وسلم-، وحنوه أنه كان يتبع موضع فم عائشة التي شربت أو أكلت منه، فيشرب منه ويأكل، أثناء حيضتها، أخرج مسلم (١) من حديث عائشة قالت: كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي -صلى الله عليه وسلم- فيضع فاه على موضع في فيشرب، وأتعرق العرق، وأنا حائض، ثم أناوله النبي، فيضع فاه على موضع في.

وفي الحديث كرمه -صلى الله عليه وسلم- حيث قدم عائشة في الشرب والأكل عليه، وتواضعه حيث تحري موضع فمها في الأكل والشرب، ومردود ذلك النفسي على زوجته الصديقة بنت الصديق -رضي الله عنها- حيث حبرت، وحدثت به.

وفي الحديث أيضًا دلالة على طهارة سور الحائض، ونقل ابن المنذر الإجماع على ذلك (٢).

٥ - بل إن الحيض لا يمنع من الاضطجاع معها في لحاف واحد، أخرج


(١) في صحيحه كتاب الحيض، باب: جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وطهارة سؤرها، والاتكاء في حجرها، وقراءة القرآن فيه (١/ ٢٤٥) ٣٠٠.
(٢) الأوسط (١/ ٢٩٩).

<<  <   >  >>