للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثالثة من طبقات المدلسين (١)، لكن يشهد لأوله ما تقدم (٢) من حديث ابن عمر عند الشيخين «لا تمنعوا نساءكم المساجد»، ويشهد لقوله و «بيوتهن خير لهن» ما تقدم من حديث ابن مسعود، وأم حميد، فالحديث مجموع طرقه صحيح، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٣).

• ومما تقدم من الأحاديث يظهر أن من حق المرأة أداء صلاتها في بيتها؛ وفي هذا تخفيف من الشارع الحكيم لها؛ لأن طبيعة المرأة متعلقة بالبيت فتحتاج إلى القرار فيه؛ وفي كثرة ترددها إلى المسجد مشقة عليها، ولاسيما إن كانت أما الأطفال، كما أن في صلاتها في الأخفى فضيلة تحقق الأمن فيه من الفتنة، ويتأكد ذلك بعد وجود ما أحدث النساء من التبرز بالزينة، ومن ثم قالت عائشة: «لو أدرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل» (٤) وأقول: كيف لو رأت عائشة نساء اليوم، لاسيما بعد البعد عن عصر النبوة، واستيلاء لوثات التغريب، والتفنن في التبرج والسفور. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

والمتأمل لحديث أم حميد يتبين له أن صلاة المرأة في بيتها خير من صلاها في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فكيف بغيره من المساجد، ثم انظر إلى لزوم السمع والطاعة من الصحابية لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسرعة الاستجابة، والثبات على الأمر حتى الممات، نسأل الله أن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى.


(١) طبقات المدلسين (٣٧) ٦٩.
(٢) ص (١٥٦).
(٣) (٣/ ١٠٢) ٥٧٦.
(٤) مضى تخريجه ص (١٦١).

<<  <   >  >>