وكانت النساء تحت سلطة الرجل المطلقة الذي كان يحق له أن يحكم عليها بالموت، أو ينعم عليها بالحياة طبقًا لما يراه وتطيب له نفسه، فكانت كالسلعة بين يديه.
كما كانت المرأة عندهم بخسة في الأدوار الطبيعية «كالحيض والنفاس» يُبْعدن في وقته عن المنازل، ويقمن في خيام صغيرة تضرب لهن في ضواحي المدينة أو البلدة، ولا يجوز مخالطتهن قطعًا، بل كانوا يعتقدون أنهم يتنحسون إذا مسوهم أو مسوا الخيام أو الأشياء المحيطة بهن (١).
• أمّا الرومان فقد ابتدأوا حياهم بالمحافظة على نظام الأسرة وعلى معايير الشرف تمشيًا مع مستوى الأخلاق الذي كان مسيطرًا في بادئ أمرهم، وكانت الأم موضع تقدير واحترام، ولم تكن البغايا ومن يعاشرهن موضع تقدير، على الرغم من انتشارهن نسبيًّا في كبريات المدن، ولما توغل الرومان في الحضارة رقت أخلاقهم تدريجيًّا، وأصبح الاختلاط وغشيان المنتديات والحفلات منطلقًا لإبراز محاسن الأنثى، والتنافس في إرضائها أو إغوائها حتى كثر الفحش بين كبار العائلات، بعد أن كان تفاخر الأسر بحرص فتياها على العفاف.
ولم يعد لعقد الزواج عندهم معني سِوى أنه عقد مدني، يتوقف استمراره على رضا المتعاقدين، لذلك كان انفصام عرى الزوجية يتم لأتفه الأسباب.
ونتيجة لهذا التفلت من القيود التي كانت تحافظ عليها الأسرة الرومانية، تغيرت نظرهم إلى العلاقة غير الشرعية، فكثر الزين وانتشر الخنا.
وقد كان القانون الروماني يعتبر الأنثى سببًا من أسباب انعدام الأهلية
(١) انظر: المرأة بين القديم والحديث لعمر رضا كحالة (١/ ١٣٢).