للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابن عباس -رضي الله عنهما-: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ} قال: كانت أمي ممن عذر الله.

• وأمّا ما أخرجه البخاري (١)، ومسلم (٢) من حديث ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا هجرة بعد الفتح» أي: فتح مكة. واللفظ للبخاري.

قال النووي: «قال العلماء: الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام باقية إلى يوم القيامة وفي تأويل هذا الحديث قولان:

أحدهما: لا هجرة بعد الفتح من مكة، لأنها صارت دار إسلام، وإنما تكون الهجرة من دار الحرب، وهذا يتضمن معجزة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنها تبقى دار الإسلام، ولا يتصور منها الهجرة.

والثاني: معناه لا هجرة بعد الفتح فضلها كفضلها قبل الفتح كما قال الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} (٣)» (٤).

والمرأة لا تحب عليها الهجرة؛ لأنها من المستضعفين كما نصت على ذلك الآية؛ وإن هاجرت أجرت كما ذكر ذلك النبي صلى الله عليه الأسماء بنت عميس، وإنك لتحار حين تقارن بين ماض لنا تليد كانت المؤمنات فضلًا عن المؤمنين يفرون بدينهم بائعين أوطانهم وأهليهم الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وبين حاضر ترى فيه أبناء ملتنا يتخلون عن كثير من شعائر الله وهم ممكنون من الإتيان بها، بل ويُدْعون إليها؛ وما ذاك إلا من استحواذ الشيطان عليهم، والهزيمة النفسية المصابين بها، فإنا لله وإنا إليه راجعون.


(١) كتاب الجهاد، باب: فضل الجهاد والسير (٣/ ١٠٢٥) ٢٦٣١.
(٢) كتاب الإمارة، باب: المبايعة بعد فتح مكة على الإسلام والجهاد والخير وبيان معنى لا هجرة بعد الفتح (٣/ ١٤٨٧) ١٣٥٣.
(٣) الحديد: ١٠.
(٤) شرح صحيح مسلم (٩/ ١٢٣).

<<  <   >  >>