للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«قد بايعتك» كلامًا يكلمها به، والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، وما بايعهن إلا بقوله.

قال الحافظ: «ووقع في بعض طرقه: «ألّا يأتيك منا رجل إلا رددته» فمفهومه أن النساء لم يدخلن» (١) وعلى هذا يكون ترك رد النساء إلى أهل مكة مع وقوع الصلح بينهم وبين المسلمين في الحديبية؛ لأنهن لم يدخلن في أصل الصلح، أو أن لفظ الصلح عام أريد به الخصوص، وحكمة ترك رد المهاجرات ظاهرة في رحمة الله بالنساء، لضعفهن؛ وسرعة تأثرهن، ولذا أنزل الحق جل وعلا الآيات في امتحان وعدم ردهن إلى الكفار.

وتأمل -حفظك الله- ما جاء في الحديث «ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة، ولو كان مسلمًا وجاء المؤمنات مهاجرات» وظاهره أن المؤمنات أتين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة أثناء مدة صلح الحديبية (٢).

«وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط من خرج إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومئذ وهي عاتق» ومعنى «وهي عاتق» أي: بلغت واستحقت التزويج، ولم تدخل سنه، وقيل: هي الشابة، وقيل: هي ما بين أن تبلغ إلى أن تعنس ما لم تتزوج، والتعنيس طول المقام في بيت أبيها بلا زوج حتى تطعن في السن (٣) ومن معنى عاتق يتبين أن المرأة لها حق الهجرة حتى ولو كانت صغيرة لتفر بدينها من الفتن.

وقد سمي من المؤمنات المهاجرات في أثناء صلح الحديبية: أميمة بنت بشر


(١) الفتح (٩/ ٤١٩).
(٢) المصدر السابق.
(٣) ينظر: النهاية (٣/ ١٧٩) مادة (ع ن س)، شرح النووي على صحيح مسلم (٦/ ١٧٨)، الفتح (٧/ ٤٥٤).

<<  <   >  >>