للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكانت تحت حسان، ويقال: ابن دحداحة قبل أن يسلم، فتزوجها سهل بن حنيف فولدت له ابنه عبد الله بن سهل، وسبيعة الأسلمية وكانت تحت مسافر المخزومي، وأم الحكم بنت أبي سفيان كانت تحت عياض بن شداد فارتدت، وبروع بنت عقبة كانت تحت شماس بن عثمان، وعبدة بنت عبد العزى بن نضلة كانت تحت عمرو بن عبد ود، وابنة حمزة بن عبد المطلب (١).

ومن فوائد الحديث سقوط المحرم في سفر الهجرة؛ للمفسدة المترتبة في بقائها في بلاد الكفر، فأم كلثوم بنت عقبة ومن سمي معها من المهاجرات قطعن المسافة من مكة إلى المدينة دون محرم، وما أنكر عليهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدل على عدم شرطية المحرم في سفر الهجرة، لكن لا بد من أمن الطريق حفاظًا على المرأة. (٢)

ويظهر في الحديث عدل الإسلام مع خصومه، فقد أمر أتباعه أن يعطوا أزواج المهاجرات مثل ما دفعوا إليهن من المهور، ثم بيّن جواز نكاح المهاجرات إذا استبرأن أرحامهن، وأوتين مهورهن، وامتُحِن لإظهار صدقهن، قال تعالى: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ} (٣).

فإلى كل من يتهم الإسلام ويسمه بالإرهاب نقول لهم:

هل يضير البحر أمسى زاخرًا … إن رمى فيه غلام بحجر


(١) ينظر: الفتح (٥/ ٣٤٨).
(٢) ينظر: المغني (٩/ ٤٦)، المجموع (٨/ ٢٤٤)، الإنصاف (٣/ ٤١١)، الفروع (٣/ ١٧٨).
(٣) الممتحنة: ١٠. وانظر: تفسير ابن كثير (٤/ ٣٥٢)، وتفسير أبي السعود (٨/ ٢٣٩).
وسيأتي مزيد بيان للحديث في مبحث البيعة للنساء ص (٣١٦)، ومهر المرأة ص (٤٥٠).

<<  <   >  >>