للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرج الترمذي في السنن (١)، والطبراني في الكبير (٢)، وتمام في فوائده (٣) من حديث أبي أمامة الباهلي قال: ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلان أحدهما: عابد، والآخر عالم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلِّم الناس الخير» قال الترمذي: حديث غريب. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٤).

كما رفع الله درجة أهل العلم، وأظهر فرقهم على من سواهم من عامة الناس فقال: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (٥).

ولأهمية العلم والتعليم نجد أن أول آيات من القرآن نزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (٦) وقد كان فيها تأسيس لافتتاحية هذه الرسالة العظيمة، ولما كانت هذه السورة هي أول سورة نزلت من القرآن، وكانت هذه الآيات الخمس أول ما نزل منها على الصحيح، فهي بحق افتتاحية الوحي، فكانت موضع عناية المفسرين وغيرهم، وسأقف مع هذه الآية على مسائل عدة تتعلق بأهمية العلم وأهله:

المسألة الأولى: توجيه الأمر بالقراءة إلى بني أمي؛ لا تعارض فيه؛ لأن


(١) (٥/ ٥٠) ٢٦٨٥.
(٢) (٨/ ٢٣٣) ٧٩١١.
(٣) (٢/ ٩٨) ١٢٤٣.
(٤) (٥/ ٥٠) ٢٦٨٥.
(٥) الزمر: ٩.
(٦) العلق: ١ - ٥.

<<  <   >  >>