للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبعة عشر شخصًا، ثم لم يقتصر -صلى الله عليه وسلم- في عنايته بالقلم والتعليم به عند كتابة الوحي بل جعل التعليم به أعم كما جاء خبر عبد الله بن سعيد بن العاص أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يعلم الناس الكتابة بالمدينة (١).

وأخرج ابن ماجه (٢) بسند صحيح عن عبادة بن الصامت قال: علمت ناسًا من أهل الصفة القرآن والكتابة.

وقد كانت دعوته -صلى الله عليه وسلم- الملوك إلى الإسلام بالكتابة كما هو معلوم، وأبعد من ذلك ما جاء في قصة أسارى بدر حيث كان ينادي بالمال من كان يقدر على الفداء، ومن لم يقدر وكان يعرف الكتابة كانت مفاداته أن يعلم عشرة من الغلمان الكتابة، فكثرت الكتابة في المدينة بعد ذلك، وكان ممن تعلم زيد بن ثابت وغيره (٣).

فإذا كان المسلمون وهم في بادئ أمرهم وأحوج ما يكون إلى المال والسلاح، يقدِّمون تعليم الغلمان الكتابة على المال؛ ليدل على أمرين:

١ - مدى العناية بالتعليم.


(١) ذكره ابن علد البر في الاستيعاب عند ترجمة عبد الله بن سعيد (٣/ ٩٢٠) ١٥٥٦.
(٢) (٢/ ٧٣٠) ٢١٥٧.
(٣) أخرج الحديث أحمد في مسنده (٤/ ٩٢) ٢٢١٦، والحاكم في المستدرك (٢/ ١٥٢) ٢٦٢١، والبيهقي في الكبرى (٦/ ٣٢٢) ١٢٦٢٦ من طريق علي بن عاصم، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس وذكره.
قال الحاك: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الهيثمي في المجمع (٤/ ٩٦): "رواه أحمد عن علي بن عاصم وهو كثير الغلط والخطأ" لكنه توبع، فقد رواه ابن سعد في الطبقات (٥/ ١٠٨) من طرق عن عامر الشعبي. وهذا مرسل؛ لكن يتقوى به الحديث إلى الحسن والله أعلم.
وانظر: أقضية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لابن الطلاع (١٩٩ - ٢٠٠)، تاريخ الطبري (٢/ ٤٦)، الروض الأنف (٣/ ١٨٠).

<<  <   >  >>