للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالإسلام لم يحث أتباعه على تعليم الحرائر فحسب، بل جعل لمعلِّم الأَمَةِ بعد عتقها أجرين، لينتشر العلم بين الحرائر والإماء على حد سواء.

وهنا أشير إلى ضرورة تعليم الخادمات أمور دينهن؛ لأن الغالب عليهن الجهل، وقلة العلم، وانتشار الشرك بجميع صوره فهن لا يعلمن من الإسلام إلا اسمه، ويجهلن رسمه، ويمن الله على الواحدة منهن بالسفر إلى ديار التوحيد، ومنبع الرسالة، ومهبط الوحي، ولكن وللأسف تعود إلى ديارها كما أتت من غير أن تزيد من محصلتها العلمية كما زاد دخلها المادي؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله، وأهيب بأخواتي المؤمنات أن يحتسبن الأجر في تعليم الخادمات، وليجعلن نصب أعينهن (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه)، وهداية رجل واحد خير للمرء من حمر النعم.

٢ - ومن حرص الإسلام على تعليم المرأة أن جعل الإمام يتولى هذه المهمة بنفسه، بل وفي المجامع العامة أخرج البخاري (١)، ومسلم (٢) من طريق عطاء قال: سمعت ابن عباس قال: أشهد على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو قال عطاء: أشهد على ابن عباس - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج ومعه بلال، فظن أنه لم يسمع، فوعظهن وأمرهن بالصدقة، فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم، وبلال يأخذ في طرف ثوبه. واللفظ للبخاري.

وقد مر بنا في ثنايا البحث (٣) ما جاء في بعض طرقه: وقال ابن جريج لعطاء: أترى حقًا على الإمام ذلك يذكرهن؟ قال: إنه لحق عليهم، وما لهم لا يفعلونه!

وقد أورد هذا الحديث البخاري في صحيحه في كتاب العلم عقب الحديث


(١) كتاب العلم، باب: عظة الإمام النساء وتعليمهن (١/ ٤٩) ٩٨.
(٢) كتاب صلاة العيدين (٢/ ٦٠٣) ٨٨٥.
(٣) ص (١٨٦).

<<  <   >  >>