للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتقدم، وبوّب عليه بباب: عظة الإمام النساء وتعليمهن.

قال الحافظ: «نبه هذه الترجمة على أن ما سبق من الندب إلى تعليم الأهل ليس مختصًا بأهلهن، بل ذلك مندوب للإمام الأعظم ومن ينوب عنه» (١).

وفي الحديث من الفوائد: استحباب موعظة النساء وتذكيرهن بتقوى الله ومخافته والحذر من المعاصي والسيئات، وفهم بعض السلف -رحمهم الله- من مناصحة النبي -صلى الله عليه و-سلم للنساء، لزومه على ولي الأمر للسنَّة الماضية كما مر بنا في قول ابن جريج لعطاء، وفيه من السنَّة مباعدة النساء عن الرجال في مجالس العلم والذكر وغيرها التي يحضرها الجنسان في وقت واحد كشهود صلاة العيد و استماع الخطبة، وتخصيص النسوة بمكان معزول عن الأجانب مع استتارهن بالحجاب احتياطًا للحرمات، وصيانة لفضول الفكر والنظر، ودرءًا للريب، ورعايةً لحدود الله، قال ابن حجر -رحمه الله-: «في مجيء بلال مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى النساء أدب شريف في مخاطبة النساء في الموعظة أو الحكم، وهو ألّا يحضر من الرجال إلا من تدعو الحاجة إليه من شاهد ونحوه؛ لأن بلالًا كان خادم النبي -صلى الله عليه وسلم- ومتولي قبض الصدقة» (٢).

٣ - ولقد تنبهت المرأة المسلمة إلى حقها في التعليم في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولاحظت النسوة غلبة الرجال على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ كان الرجال يلازمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويحيطون به للتعلم؛ فلا يستطيع النساء مزاحمتهم عليه، وكن يجلسن في آخر الصفوف، فأتين يسألنه حظهن، أخرج البخاري (٣)،


(١) الفتح (١/ ١٩٢).
(٢) الفتح (٢/ ٥٩٢).
(٣) كتاب العلم، باب: هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم؟ (١/ ٥٠) ١٠١.

<<  <   >  >>