للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث وفيه خير تميم الداري في ذكر المسيح الدجال.

ومن الحديث يظهر أن النساء في عصر النبوة كن يعلمن أن الخطاب العام يشترك فيه النساء والرجال، فما إن سمعت فاطمة بنداء «الصلاة جامعة» حتى خرجت مع أخواتها من النساء، يشهد لذلك قولها «فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم» فلم تفهم فاطمة وحدها هذا الفهم؛ بل كان فهمًا عامًا في ذلك العصر وحتى يرث الله الأرض ومن عليها؛ لأن دين الله باق على رغم أنف الكارهين.

٦ - والمطلع على كتب السنة يجد أن النساء شاركن الرجال في حضور الجمع والجماعات كما تقدم؛ وما حضورهن لصلاة الجمعة إلا لطلب العلم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والارتواء من منهل صافٍ يفيض حياة للقلوب، ومواعظ تشفي الصدور، حتى إن روين ما حفظنه من على منبر الجمعة، أخرج مسلم (١) من حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت: لقد كان تنورنا وتنور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واحدًا سنتين أو سنة وبعض سنة، وما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إلا عن لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها كل يوم جمعة على المنير إذا خطب الناس.

قال النووي: «قولها (وكان تنورنا وتنور رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واحدًا) إشارة إلى حفظها، ومعرفتها بأحوال النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقربها من منزله» (٢) وهذه المرأة القريبة من منزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت حريصة على حضور الجمعة معه، وحفظت سورة (ق) من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه كان يقرؤها على المنير يوم الجمعة (٣).


(١) كتاب الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة (٢/ ٥٩٥) ٨٧٣.
(٢) شرح صحيح مسلم (٦/ ١٦١).
(٣) قال النووي: «وفيه استحباب قراءة ق أو بعضها في كل خطبة».

<<  <   >  >>