للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ورضا تام، طمعًا في موافقة هديه، واغتنام مرضاته، وتعظيمًا لحرمات الله وحماية حدوده، وليس هذا في باب الواجبات والمحرمات فحسب، بل واظبن على متابعة سنته والانقياد لشرعته حتى في المستحبات والفضائل!!.

ألا ترى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يعظ النساء يوم العيد ويرغبهن في الصدقة (١)، فيشمرن عن ساعد الجد، وينافسن في البذل والسخاء مسارعات إلى حليهن بلا تثبط أو تلكؤ، يلقين بقلائدهن وخواتهن في ثوب بلال. ولا غرو إذ أن من صفة المؤمن سرعة الإجابة لأمر الله ورسوله، وامتثال النصيحة، والاعتبار بالموعظة، والمبادرة بالتوبة، ولزوم الحكم الشرعي، وهذه المتابعة تورث الحياة الأبدية، والسعادة السرمدية في جنان الرحمن، يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} (٢).


(١) مضى ص (١٨٦).
(٢) الأنفال: ٢٤.

<<  <   >  >>