للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعر بشيء آخر مطلقًا سواء كان شعرًا أو وبرًا أو صوفًا أو حريرًا أو خرقة ونحوها (١).

٨ - وحين يختلف الناس في حكم شرعي قد تبادر المرأة لفض النزاع، وقطع الاختلاف ببديهة حاضرة، وفطنة ظاهرة، أخرج البخاري (٢)، ومسلم (٣) من طريق عمير مولى عبد الله بن العباس، عن أم الفضل بنت الحارث: أن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال بعضهم: هو صائم. وقال بعضهم: ليس بصائم. فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره فشربه. واللفظ للبخاري.

قال الحافظ: «وفيه تأسي الناس بأفعال النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه البحث والاجتهاد في حياته -صلى الله عليه وسلم-، والمناظرة في العلم بين الرجال والنساء، والتحيل على الاطلاع على الحكم بغير سؤال، وفيه فطنة أم الفضل؛ لاستكشافها عن الحكم الشرعي بهذه الوسيلة اللطيفة اللائقة بالحال؛ لأن ذلك كان في يوم حر بعد الظهيرة» (٤).

ولولا خشيت الإطالة لأوردت الكثير من أسئلة الصحابيات للنبي -صلى الله عليه وسلم-، لكني أحلتك في أوائل البحث على مليء، ومن أحيل على مليء فليحتل، ومن خلال صحبتي الماتعة في هذه الدراسة الحديثية لمست بوضوح ما كان عليه أمهات المؤمنين ونساء الصحابة من حسن الأدب مع توجيهات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وإنفاذها بطواعية،


(١) انظر أدلتهم، ومزيد تفصيل للمسألة في: الأم (١/ ٥٤)، شرح ابن بطال (٩/ ١٧١)، التمهيد (٧/ ٢١٩)، الأوسط (٢/ ٢٧٧)، إكمال المعلم (٦/ ٦٥١)، فتح الباري (١٠/ ٤٥٨)، شرح الزرقاني (٤/ ٤٢٧)، النيل (٦/ ٣٤٣).
(٢) كتاب الصيام، باب: صوم يوم عرفة (٢/ ٧٠١) ١٨٨٧.
(٣) كتاب الصيام، باب: استحباب الفطر للحاج يوم عرفة (٢/ ٧٩١) ١١٢٣.
(٤) الفتح (٤/ ٢٣٨).

<<  <   >  >>