للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جارية بنت مالك بن أنس رحمه الله تعالى.

وعلى هذا الأسلوب كان حالهم، وإنما عينت من عينت تنبيهًا على من عداهم» (١).

والمطالع لكتب التراجم يقف على كثير من المواقف المشرقة التي تدلل استجابة القوم لداعي الله ورسوله وإليك بعضها:

أورد العلماء في ترجمة أبي بكر الكاشاني قصة تنبئ عن نبوغ بعض النساء في العلم، فقالوا: تفقه عليه الإمام أبو بكر السمرقندي وقرأ عليه معظم تصانيفه مثل «التحفة في الفقه» وغيرها من كتب الأصول، وزَوّجه شيخُه المذكور ابنته فاطمة الفقيهة العاملة، قيل: إن سبب تزويجه بابنته أنها كانت حسناء النساء، وكانت حفظت «التحفة» تصنيف والدها، طلبها جماعة من ملوك بلاد الروم، فامتنع والدها، فجاء الكاشاني، ولزم والدها واشتغل عليه، وبرع في علمي الأصول والفروع، وصنف «كتاب البدائع» وهو شرح «التحفة» وعرضه على شيخه؛ فازداد فرحًا به، وزوجه ابنته، وجعل مهرها منه ذلك؛ فقال الفقهاء في عصره «شرح تحفته، وزوجه ابنته» (٢). وقال اللكنوي في ترجمة السمرقندي أن زوجها كان يخطئ فترده إلى الصواب، وكانت الفتوى تأتي فتخرج وعليها خطها وخط أبيها، فلما تزوجت بصاحب «البدائع» كانت تخرج وعليها خطها، وخط أبيها، وخط زوجها (٣).


(١) المدخل (٢/ ٢١٥).
(٢) ينظر: طبقات الفقهاء (١٠٢)، الفوائد البهية (١٥٨).
(٣) الفوائد البهية (١٥٨).

<<  <   >  >>