للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عائلة هي خاتمة أمراء المؤمنين في الحديث:

الحافظ ابن حجر علم على رأسه نار في علم الحديث النبوي، يعرفه صغير طلاب الحديث قبل كبيرهم، وكتابه «فتح الباري» الذي أثنى عليه علماء عصره، ومن أثنى بعده، ولعل أبرز ثناء فيه وأوجزه قول الشوكاني: «لا هجرة بعد الفتح» (١).

هذا العَلَم كانت له عناية فائقة بتدريس زوجاته وبناته الحديث النبوي، وبرز في عائلته غير واحدة ممن أتقنت هذا العلم، واشتهرت بالرواية، وإليك بيان ذلك:

- أخته ست الركب بنت علي بن محمد بن محمد بن حجر العسقلانية (ت ٧٩٨ هـ) (٢) كانت قارئة كاتبة، أعجوبة في الذكاء، أثنى عليها، قال: «كانت أمي بعد أمي» وذكر شيوخها وإجازاتها من مكة ودمشق وبعلبك ومصر. وقد ذكر السخاوي تحصيلها وإجازاتها، وأفاد أن لها ابنة اسمها موز (ت ٨٥٠ هـ) أخذت عن خالها ابن حجر، وأخذ عنها السخاوي، ولكنها لم تعمّر، وماتت في حياة خالها، وصلى عليها رحمهم الله تعالى.

- زوجته أُنْس ابنة القاضي كريم الدين عبد الكريم بن عبد العزيز ناظر الجيش (٣).

كان الحافظ ابن حجر حريصًا أشد الحرص على نشر العلم بين أهل بيته وأقاربه كحرصه على نشر العلم بين الناس، ومن بين الذين حرص عليهم زوجته


(١) ينظر: الحطة في ذكر الصحاح السنة (٧١).
(٢) انظر ترجمتها في: إنباء الغمر (١/ ٥١٧)، المجمع المؤسس (٣٩١)، شذرات الذهب (٦/ ٣٥٤).
(٣) انظر ترجمتها: إنباء الغمر (١/ ٢٩٤، ٥١٣).

<<  <   >  >>