للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا يتسع المقام لسرد فضلها -رضي الله عنها-.

ولكن لعلي فيما ذكرت أومئ إلى المرحلة السامية التي بلغتها المرأة المسلمة حتى أصبحت مرجعا علميا المشيخة أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- الأكابر، يرجعون إليها فيما استشكل من أمور الدين. عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد بن زرارة (١):

تربية عائشة وتلميذها، كانت عالمة فقيهة حجة كثيرة العلم، حدَّثت عن عائشة وأم سلمة.

قال القاسم بن محمد لابن شهاب: يا غلام أراك تحرص على طلب العلم؛ أفلا أدلك على وعائه؟ قلت: بلى. قال: عليك بعمرة؛ فإنها كانت في حجر عائشة، قال: فأتيتها فوجدتها بحرًا لا يُنْزَف. وقال عمر بن عبد العزيز: ما بقي أحد أعلم بحديث عائشة من عمرة. واختلفوا في سنة وفاتهما، قيل: توفيت سنة ثمان وتسعين، وقيل: توفيت سنة ست ومئة.

حفصة بنت سيرين، أم الهذيل الفقيهة الأنصارية (٢):

سيدة من سيدات التابعيات، قال ابن أبي داود: وأما سيدات التابعيات: فحفصة بنت سيرين، وعمرة بنت عبد الرحمن، وأم الدرداء الصغرى.

قرأتْ القرآن وهي بنت ثنتي عشرة سنة، قال إياس بن معاوية: ما أدركت أحدًا أفضله عليها، فذكروا له الحسن وابن سيرين، فقال: أما أنا؛ فما أفضل عليها


(١) ينظر ترجمتها: في طبقات ابن سعد (٨/ ٤٨٠)، تهذيب الكمال (٣٥/ ٢٤١) ٧٨٩٥، السير (٤/ ٥٠٧)، الشذرات (١/ ١١٤).
(٢) ينظر ترجمتها في طبقات ابن سعد (٨/ ٤٨٤)، تهذيب الكمال (٣٥/ ١٥١) ٧٨١٥، السير (٤/ ٥٠٧) ١٩٨.

<<  <   >  >>