للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البخاري كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المَرْوَزِيَّة (١):

فقد كانت ركنًا ركينًا للحديث، وحضر درسها العلماء الكبار الفطاحل كالخطيب البغدادي، والمحدث الشهير أبي عبد الله محمد بن نصر المعروف بالحميدي، والمؤرخ الشهير أبي المحاسن المصري، والنسّابة المحدث السمعاني، كل من ذُكِر كانوا من جناة ثمارها العلمية، حتى إن محدث هراة أبا ذر -رحمه الله - قد وصّى الطلبة ألّا يأخذوا الجامع الصحيح إلا عنها. قال أبو بكر بن منصور السمعاني: سمعت الوالد يذكر كريمة ويقول: وهل رأى إنسان مثل كريمة؟ ماتت بكرًا لم تتزوج سنة ثلاث وستين وأربعمائة للهجرة.

• وممن اشتهر علمها وتدريسها زينب بنت مكي الحرانية (٦٨٨ هـ) كان يحضر در سها عدد كثير من الطلبة، وقد ألقت الخطب على المسند للإمام أحمد بن حنبل (٢).

وزينب بنت أحمد الكمال (٣) (ت ٧٤٠ هـ):

قد أجاز لها خلق من البغادِدَة وغيرهم، وتفردت وطال عمرها، واشتهر ذكرها، نعتها الذهبي بقوله: «شيخة صالحة متواضعة خيِّرة، متودِّدة، كثيرة المروءة، لم تتزوج» وقال: «توفيت … عن أربع وتسعين ونزلوا بموتها درجة».

ودرّست زينب هذه مسند أبي حنيفة، والشمائل للترمذي، وشرح معاني الآثار


(١) تنظر ترجمتها في: الكامل (١٠/ ٦٩)، السير (١٨/ ٢٣٣)، البداية والنهاية (١٢/ ١٠٥)، شذرات الذهب (٣/ ٣١٤).
(٢) ينظر: شذرات الذهب (٥/ ٤٠٤).
(٣) ينظر ترجمتها في: الوفيات (١/ ٣١٦٠)، معجم الشيوخ (٢٦٧)، الدرر الكامنة (٢/ ٢٠٩)، شذرات الذهب (٦/ ١٢٦).

<<  <   >  >>