للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للطحاوي، وقد أخذت معاني الآثار عن محدِّثة تعرف بعجيبة بنت أبي بكر.

وعجيبة (١) هذه الشيخة المسندة أخذت عن جماعة كثر، وخرجوا لها مشيخة في عشرة أجزاء، وتفردت في الدنيا، ومن مسموعها: مختلف الحديث للشافعي، وتاريخ البخاري الكبير كلاهما عن عبد الحق اليوسفي، وقرأ عليها بعض كتب الحديث الرحّال الشهير ابن بطوطة حين كان بدمشق (٢).

وأخذ محدث دمشق ووحيدها في فن السيرة ابن عساكر، الذي روى الحديث عن مئتي وألف محدث، وعن ثمانين محدثة، عن المحدثة زينب بنت عبد الرحمن «الموطأ» للإمام مالك (٣)، وقرأ السيوطي كتاب «الرسالة» للإمام الشافعي على هاجر بنت محمد المحدّثة (٤).

وإن رُمْتَ المزيد لتشنيف سمعك بما ستقرأ، وتكحيل عينك بما سترى فما عليك إلا مراجعة ما كتبه الشيخ الفاضل أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان في كتابه صغير الحجم كبير القدر «عناية النساء بالحديث النبوي» فجزاه الله عن محدثات النساء خيرًا، وجعله له ذخرًا.

ولا أدل على أن الأمة لن تعدم من نسائها خيرًا ما قاله الأستاذ عبد الله العفيفي: «وأكثر ما عرف به الممتازات من نساء المغرب الأقصى حفظ القرآن الكريم بقراءاته جميعًا، ورواية الحديث، ودرس الفقه والأصول، وما إلى هذه من علوم الدين، ويذكر أهل ذلك الإقليم ثمانين امرأة من نساء المغرب جمعن إلى النفاذ


(١) ينظر ترجمتها في: السير (٢٣/ ٢٣٢)، العبر (٥/ ١٩٤)، العسجد المسبوك (٥٧٣).
(٢) ينظر: «رحلة ابن بطوطة» (١/ ٢٥٣).
(٣) ينظر: معجم الأدباء (١/ ٤٠ - ٤١).
(٤) ينظر: الأمم لإيقاظ الهمم (١٧ - ٨).

<<  <   >  >>