للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في ذلك كله حفظ «مدونة الإمام مالك بن أنس» وهي أكبر المطوّلات الجامعة في الحديث والفقه» (١).

وأنهن لازلن يشاركن الرجل في الطلب، ويزاحمنه في التعليم اكتظاظ أقسام الدراسات العليا في جميع التخصصات على السواء بالمؤمنات، وما تحويه المكتبات من تحقيقات ومؤلفات أسهمن بها، وفوز اثنتين منهن في مسابقة الأمير نايف العالمية العام الماضي؛ هو أكبر دليل على عطاءات المرأة العلمية. فزاد الله أخواتي المؤمنات علمًا وعملًا.

فأي سفر من أسفار الحديث عري من ذكرهن؟ وأي مكتبة لم تتزين رفوفها بسيرتهن؟

وأين هذا كله، مما حدث في الغرب الذين زعموا تحرير المرأة، وتاريخهم زاخر بأنواع ظلمها، وقد حدث أن صدر قرار في عهد هنري الثامن (ملك إنجلترا) يحظر على المرأة أن تقرأ كتاب العهد الجديد (٢). فأين هذا من وضع الصحابة المصحف الأول الذي كتب في خلافة أبي بكر عند امرأة، وهي حفصة أم المؤمنين؟

ولم تبرع النساء في العلوم الشرعية فحسب بل كانت لهن شهرة عظيمة في الطب بَارَيْنَ فيها أكابر الأطباء، وقد أورد القفطي بعضهن في «تاريخ الحكماء»، ولسان الدين بن الخطيب في «الإحاطة في تاريخ غرناطة» كما ترجم ابن أبي أصيبعة لبعضهن في مؤلفه «طبقات الأطباء» وسأذكر من النساء اللواتي برعن في علم الطب:


(١) المرأة العربي (٣/ ١٥٠).
(٢) عناية النساء بالحديث النبوي (٦٥).

<<  <   >  >>