للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ابتلاهم به، وفضلنا على كثير من عباده تفضيلًا، وأسأل الله أن يرد ضال المسلمين، ويصلح أحوالهم.

ومن أجمل ما قرأت فيما يتعلق بالموضوع، ما تكلم به الشيخ محمد عطية سالم في تتمة «أضواء البيان»:

«وأمّا تعليم النساء؛ فليس محل خلاف، والواقع أن هذه المسألة واضحة المعالم، إذا نظرت كالآتي:

لا شك أن العلم من حيث هو خير من الجهل، والعلم قسمان:

الأول: علم سماع وتلقي، وهذه سيرة زوجات رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عائشة كانت القدوة الحسنة في ذلك في فقه الكتاب والسنة، وكم استدركت على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وهذا مشهور ومعلوم.

والثاني: علم تحصيل بالقراءة والكتابة، وهذا يدور مع تحقق المصلحة من عدمها، فمن رأى أن تعليمهن مفسدة منعه».

قلت: والحكم في الثاني ينسحب على الرجل أيضًا؛ لأن الحكم يدور مع العلة وجودًا وعدمًا.

وقد ورد نص في مسألة تعليم النساء الكتابة يحسم به الخلاف، ويعاد إليه؛ إذ أن كلًا يؤخذ من قوله ويرد إلا رسولنا -صلى الله عليه وسلم-، أخرج ابن أبي شيبة في المصنف (١)، وأحمد في المسند (٢)، وأبو داود في السنن (٣)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤)،


(١) (٥/ ٤٣) ٢٣٥٤٠.
(٢) (٤٥/ ٤٦) ٢٧٠٩٥.
(٣) (٤/ ١١) ٣٨٨٧.
(٤) (٦/ ٤) ٣١٧٧.

<<  <   >  >>