للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد وصمت الكنيسة العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة بالنجاسة، ولذا يجب أن تجتنب، ولو كانت عن طريق نكاح مشروع، ومن هذه النظرة انتشرت الرهبانية لدى كثير من الرجال، وامتنعوا عن الزواج، كما انتشرت نظرت الازدراء لمن يكشف عن زواجه … ؛ لأن علاقة الزواج مبنية على أمر نجس (١).

وقد حرمت الكنيسة الطلاق، مهما بلغ التباغض بين الزوجين مداه، وأقصى ما يمكن اتخاذه في مثل هذه الحال، أن يفرق بينهما جسدية مع امتناع كل منهما عن الزواج حتى يفرق بينهما الموت (٢).

وفي عام ٥٨١ م عقد مجمع «ماكون» المشهور مؤتمرًا، ليبحث فيه بعض اللاهوتيين عن أصل المرأة وجنسها؟ وهل هي جسد ذو روح يناط بها الخلاص والهلاك أو لا؟ وهل لها أن تعبد الله كما يعبده الرجل؟! (٣).

ومن هنا يعلم ما عانته المرأة في ظل حكم البشر، وما طالها من الذل والاحتقار، وأنواع الصَّغار حتى انجلى الليل بظلمته، وتنفس نور الصباح ليغطي الكون لحجته، ونالت المرأة في الشرعة المحمدية، والملة الإسلامية ما حرمها البشر إياه، فأصبحت بحقٍّ شقيقةَ الرجل، فلله الحمد من قبل ومن بعد.


(١) مقام المرأة في الإسلام، لمحمود بايللي (٣٧).
(٢) المرجع السابق.
(٣) ينظر المرأة في التصور القرآني، لسوسن الحوّال (٤١)، حقوق المرأة وواجباتها.
ينظر: المزيد في أحوال المرأة في الحضارات القديمة والأديان السابقة إلى: المرأة بين الفقه والقانون (١٣ - ١٨)، المرأة في التصور القرآني، لسوسن الحوّال (٢٧ - ٤٢)، حقوق المرأة وواجباتها في ضوء الكتاب والسنة، لفاطمة نصيف (٨ - ٣٨)، مقام المرأة في الإسلام، لمحمود محمد بابللي (٢٥ - ٣٨)، الإسلام ومكانة المرأة، لمحمد عبد العليم (٢١ - ٤٦).

<<  <   >  >>