للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها، محبوبة فتاكة.

• ولم تكن المرأة في النصرانية المحرّفة بأحسن حالًا من المرأة اليهودية. فقد عُّدوها أصل الخطيئة ورأس الشر؛ لأنها سبب كل الفساد وسبب خروج آدم من الجنة، وفي ذلك يقول صاحب كتاب المرأة في مختلف العصور: «كان لقصة آدم وحواء أشد الأثر في الإساءة إلى المرأة في بعض عصور المسيحية. فرجال مثل «ترتليان» قد ذهبوا إلى أن المرأة عون الشيطان في الأرض، أليست هي التي أطاعت الشيطان وعصت كلام الله؟ وهذه النظرة التي أسرف في شرحها «ترتليان» وبسط نتائجها، أثرت في تاريخ المرأة المسيحية، وكانت من أهم ما حال بينها وبين التقدم في كثير من العصور» (١).

فكانت المرأة نتيجة لذلك مطالبة بنوع من سلوك معين حتى وهي داخل الكنيسة فقد أصدر بولس أوامر صارمة لأتباعه وكما يقول صاحب كتاب قصة الحضارة: «لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونًا لهن أن يتكلمن، ولكن إذا كن يردن أن يتعلمن شيئًا فليسألن رجالهن في البيت؛ لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في الكنيسة» (٢).

ولقد تسربت إلى المسيحية فكرة الخوف من المرأة فقال «كريستوه»: «المرأة شر لا بد منه، وإغواء طبيعي، وكارثة لازمة، وخطر منزلي، وفتنة مهلكة، وشر عليه طلاء» (٣).


(١) المرأة في مختلف العصور، للدكتور أحمد خاكي (٣٣).
(٢) قصة الحضارة، «لول ديورانت» (٣/ ٢٧٨).
(٣) نقلته عنه د. فاطمة نصيف في حقوق المرأة وواجباتها (٣٧).

<<  <   >  >>