للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- ليس في قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما الشؤم في ثلاثة … » إباحة الطيرة منها، ولكن معنى الحديث أن هذه الأشياء أكثر ما يتطير به الناس، فمن وقع في نفسه شيء أبيح له أن يتركه، ويستبدل به غيره؛ حسمًا للمادة؛ وسدًا للذريعة؛ لئلا يوافق شيء من ذلك القدر، فيعتقد الطيرة، فيقع في اعتقاد ما ينهى عن اعتقاده، ويطول تعذبه به، ونظيره الأمر بالفرار من المحذوم مع صحة نفي العدوى، وقد أخرج البخاري في الأدب المفرد (١)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (٢)، وأبو داود في السنن (٣)، والبيهقي في الكبرى (٤)، والمقدسي في المختارة (٥) من طرق عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: قال رجل: يا رسول الله إنا كنا في دار كثير فيها عددنا، وكثير فيها أموالنا، فتحولنا إلى دار أخرى، فقلّ فيها عددنا، وقلّت فيها أموالنا. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ذروها ذميمة» واللفظ لأبي داود.

وحسن إسناده الألباني في الصحيحة (٦)، وحسنه في صحيح الأدب المفرد (٧).

وله شاهد أخرجه معمر في الجامع (٨)، والبيهقي من طريقه في الكبرى (٩)، من طريق عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن شداد أن امرأة من الأنصار


(١) ٩١٨.
(٢) (١/ ١٠٥).
(٣) (٤/ ٢٠) ٣٩٢٤.
(٤) (٨/ ١٤٠) ١٦٣٠٦.
(٥) (٤/ ٣٦٤) ١٥٢٩.
(٦) (٢/ ٤١٨) ٧٩٠.
(٧) ٩١٨.
(٨) (١٠/ ٤١١) ١٩٥٢٦.
(٩) (٨/ ١٤٠) ١٦٣٠٥٦.

<<  <   >  >>