للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في القرآن الكريم، وإنما استخدمت هذه الكلمة بصيغة الجمع: يعقلون، وتعقلون، ونعقل، وعقلوه، ويعقلها وذلك في تسعة وأربعين موضعًا، ولم ترد بصيغة الماضي إلا مرة واحدة، ووردت في باقي المواضع بصيغة الحاضر أو المستقبل.

والمعنى المستفاد من هذه الصيغ غالبًا هو لفت الانتباه للتفكير م ن أجل إدراك العاقبة، واتخاذ خطوة نحو العمل وهو بذلك يكون في معناه أوسع من بمجرد التفكير، فنحن إذا فكرنا ننتج الفكرة، أما إذا عقلنا فندرك ما وراء هذه الفكرة من أبعاد متعلقة بالتصديق والعمل.

فالسمة الأساسية للعقل وفق اصطلاح الكتاب والسنة هي إدراك العاقبة المنشودة، والعمل لها، والثبات على ذلك.

وقد لخص ابن تيمية -رحمه الله- المعنى اللغوي والشرعي للعقل أحسن تلخيص، فقال في الفتاوى: «العقل في لغة المسلمين مصدر عقل يعقل عقلًا يراد به القوة التي يعقل بها، وعلوم وأعمال تحصل بذلك، وهو علم يعمل بموجبه، فلا يسمى عاقلًا من عرف الشر فطلبه، والخير فتركه» (١).

أما الأحاديث المتعلقة بالعقل فلم يصح منها شيء، فقد قال ابن حبان البستي: «لست أحفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- خبرًا صحيحًا في العقل» (٢) وقال ابن تيمية: «أما حديث العقل فهو كذب موضوع عند أهل العلم بالحديث ليس في شيء من كتب الإسلام المعتمدة (٣)» … ولا تدل معطيات العلم المتعلقة بأبحاث الدماغ والتفكير والتعلم على أي اختلاف جوهري بين المرأة والرجل من حيث التفكير


(١) مجموع الفتاوى (١/ ٢٤٤).
(٢) عزاه له شيخ الإسلام في الرد على المنطقيين (٢٧٥).
(٣) الرد على المنطقيين (٢٧٥).

<<  <   >  >>