للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (١) ومعنى تلقى الكلمات أي: استقبلها بالأخذ والقبول والعمل بها، واكتفى بذكر توبة آدم عن ذكر توبة حواء؛ لأنها كانت تبعًا له (٢).

ولقد هداه ربه ليقول هو وزوجه: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٣).

وذنب غفره الله لآدم وحواء، ورفع عنهما إصره، علام نثيره؟ ونشغل أنفسنا به على سبيل اللوم، أليس التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لقد حج آدم موسى لما لامه في تسببه في إخراج الناس من الجنة، أن هذا أمر كُتِب، فحجه، أخرج البخاري (٤) ومسلم (٥) من حديث أبي هريرة يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده، أتلومني على أمر قد قدره الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: فحج (٦) آدم موسى، فحج آدم موسى» واللفظ لمسلم.

الحديث الثاني: (المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان):


(١) البقرة: (٣٧).
(٢) ينظر: تفسير الطبري (١/ ٢٤٣)، تفسير القرطبي (١/ ٣٢٤)، جوامع الجامع في تفسير القرآن المجيد (١/ ٥١).
(٣) الأعراف: (٢٣).
(٤) كتاب التفسير، باب: قوله تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} طه (٤١) (٤/ ١٧٦٤) ٤٤٥٩.
(٥) كتاب القدر، باب: حجاج آدم وموسى عليهما السلام (٤/ ٢٠٤٢) ٢٦٥٢.
(٦) قال الحافظ في الفتح (١١/ ٥١٠): «فحج آدم موسى: دفع حجته التي ألزمه اللوم بها».

<<  <   >  >>