للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرج مسلم في صحيحه (١) من حديث جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تعس منيئة (٢) لها، فقضى حاجته، ثم خرج إلى أصحابه؛ فقال: «إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا أبصر أحدكم امرأة، فليأت أهله؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه».

معنى الحديث:

١ - هذا الحديث تفسره الروايات الأخرى له، يقول النووي: «وفي الرواية الأخرى: «إذا أحدكم أعجبته المرأة، فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته، فإن ذلك يرد ما في نفسه» (٣) هذه الرواية مبينة للأولى، ومعنى الحديث أنه يستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته أن يأتي امرأته أو جاريته إن كانت له، فليواقعها ليدفع شهوته، وتسكن نفسه، ويجمع قلبه على ما هو بصدده» (٤).

٢ - قال العلماء في معنى الحديث؛ الإشارة إلى الهوى، لما جعله الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إلى النساء، والالتذاذ بالنظر إليهن، وما يتعلق بهمن، فهي شبيه بالشيطان في دعائه إلى الشر بوسوسته، وتزيينه له. قال النووي: «ويستنبط من هذا أنه ينبغي لها ألا تخرج بين الرجال إلا لضرورة، وأنه ينبغي للرجل الغض عن ثيابها، والإعراض عنها مطلقًا» (٥).


(١) كتاب النكاح، باب: ندب من رأى امرأة فوقعت في نفسه إلى أن يأتي امرأته أو جاريته فيواقعها (٢/ ١٠٢١) ١٤٠٣.
(٢) تمعس منيئة قال أهل اللغة: المعس: الدلك، والمنيئة: على وزن صغيرة- الجلد أول ما يوضع في الدباغ. ينظر: النهاية (٤/ ٣٤٢) مادة (م ع س)، شرح النووي (٩/ ١٧٨).
(٣) صحيح مسلم حديث رقم: (١٤٠٤).
(٤) شرح حديث مسلم (٩/ ١٧٨).
(٥) شرح صحيح مسلم (٩/ ١٧٨).

<<  <   >  >>