للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول: ذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره، فسلمت عليه، فقال: من هذه؟ فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب. فقال: مرحبًا بأم هانئ، فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد. فقلت: يا رسول الله زعم ابن أمي عليّ أنه قاتلٌ رجلًا قد أجرته فلان بن هبيرة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ» قالت أم هانئ: وذلك ضحى. واللفظ للبخاري.

وأخرج الإمام أحمد في مسنده (١) هذا الحديث بسند صحيح على شرط مسلم من طريق عَقِيل بن أبي طالب، عن فاخِتة أم هانئ، قالت: لما كان يوم فتح مكة، أَجَرْت حموين لي من المشركين، إذ طلع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعليه رَهْجَة -الغبار- (٢) في مِلْحَفة متوشحا بها، فلما رآني، قال: «مرحبَا بفَاخِتة أم هانئ» قلت: يا رسول الله أجرت حموين (٣) لي من المشركين، فقال: «قد أجرنا من أجرت، وأمَّنا من أمنت» ثم أمر فاطمة، فسكبت له ماء، فتغسل به … الحديث.

٢ - أخرج ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤)، والطبراني في الكبير (٥)، والحاكم في المستدرك (٦) من طرق عن عبد الله بن شبيب، عن أيوب بن سليمان، عن أبي بكر بن أبي أويس، عن سليمان بن بلال، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن أنس بن مالك أن زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هاجرت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وزوجها أبو


(١) (٤٤/ ٤٦٠) ٢٦٨٩٢.
(٢) ينظر: النهاية (٢/ ٢٨١)، لسان العرب (٢/ ٢٨٤) مادة (ر هـ ج).
(٣) انظر: بيان أسماء المبهمين في الفتح (١/ ٤٧٠).
(٤) (١/ ٣٩٨) ٥٥٥.
(٥) (٢٢/ ٢٤٦) ١٠٤٩.
(٦) (٤/ ٤٩) ٦٨٤٢.

<<  <   >  >>