عندما تبتعد الأمة عن منبعها الصافي، وموردها العذب، لا شك أنها تشرب داء ينخر قواها، ويفت في عضدها، وأخشى أن تندم ولات حين مناص، ذاك أن الناعقين بمؤتمرات المرأة والمطالبين بجميع ما تدعوهم إليه، سيدندنون في كل مؤتمر على التأكيد على المساواة التامة بين النساء والرجال في المناصب السياسية، وإليك بعضًا منها:
- جاء في المؤتمر العالمي للمرأة المنعقد في نيروبي (١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م): «ينبغي تشجيع النساء، وتوفير الحوافز لهن، وأن تساعد كل منهن الأخرى على ممارسة حقها في الانتخاب، وترشيح نفسها، والاشتراك في العملية السياسية بكل مستوياتها على قدم المساواة مع الرجل».
- وجاء في المؤتمر العالمي للمرأة في بكين (١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م): «نحن على اقتناع أن تمكين المرأة ومشاركتها الكاملة على قدم المساواة في جميع جوانب حياة المجتمع، بما في ذلك المشاركة في عملية صنع القرار، وبلوغ موقع السلطة أمور أساسية لتحقيق المساواة والتنمية والسلم».
- وجاء في مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية/ كوبنهاجن (١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م): «تشجيع تغيير المواقف والهياكل والسياسات العامة، والقوانين والممارسات، بغية إزالة جميع العقبات التي تحول دون مشاركة النساء مشاركة كاملة في الحياة السياسية … بما في ذلك صوغ السياسات والبرامج العامة وتنفيذها ومتابعتها»(١).
وتعجب حين ترى بني جلدتنا، وأصحاب لغتنا ينادون بما جاء في المؤتمر،
(١) انظر جميع ما تقدم وزيادة في الرسالة العلمية القيمة «قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية» لـ د. فؤاد العبد الكريم (٨٤٣ - ٨٤٩).