للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العظمى (١)، فيرد عليه من وجهين:

أولهما: إن الروايات الأخرى جاءت بـ «ولوا أمرهم» كما تقدم، وعند ابن أبي شيبة في المصنف (٢)، وابن حزم في المحلى) (٣) «أسندوا أمرهم» والروايات يفسر بعضها بعضًا، وهذه ظاهرة في الإمامة الصغرى والعظمى وما انبثق عنهما من الوظائف السياسية، وتفسير لفظ هذا الحديث برواياته المختلفة قد جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- بتطبيقه العملي حيث لم يول امرأة ولاية عامة صغيرة أو كبيرة، وكذا فعل أصحابه -رضوان الله عليهم-.

ثانيهما: ما فهمه راوي الحديث الصحابي أبو بكرة -رضي الله عنه- فإنه يوضح المراد من الحديث، حيث قال: «نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أيام الجمل بعدما كدت ألحق بأصحاب الجمل، فأقاتل معهم … » (٤) وجاء عند الحاكم (٥) «عصمني الله بشيء سمعته … » ولم يدع أحد أن عائشة -رضي الله عنها- كانت ولايتها على الجيش من باب الإمامة العظمى، بل كانت ولاية عامة على قوم مخصصين فحسب (٦).

• فإن قيل: بل المراد في الحديث الإمامة العظمى، إذ يفهم هذا من اسم الجنس المضاف في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- «أمرهم» والمعنى كل أمورهم، فالجواب:


(١) ينظر: المرأة بين الفقه والقانون لمصطف السباعي (٣٩ - ٤٠)، مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة لمحمد بتاجي (٢٤٥ - ٢٤٦).
(٢) (٧/ ٥٣٨) ٣٧٧.
(٣) (٩/ ٣٦٠).
(٤) تقدم تخريجه ص (٤٥٢).
(٥) المستدرك (٤/ ٣٢٤).
(٦) انظر تعليقًا نفيسًا حول استدلال أبي بكرة بالحديث عند الحافظ في الفتح (١٣/ ٥٦).

<<  <   >  >>